-->
U3F1ZWV6ZTM3MDQyMzIyMTQ4X0FjdGl2YXRpb240MTk2Mzg0MDI2MTg=
recent
مقالات

طرق الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية

طرق الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية

طرق الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية

المقدمة 

تعتبر الممارسات المهنية للخدمة الاجتماعية أحد أهم المواضيع الجديرة بالبحث والاهتمام حيث إنها تنمية لجانب من جوانب الوجود الاجتماعي يحتاج إليها الفرد للحماية والوقاية والعلاج من بعض ظواهر اللامبالاة وافتقاد الهوية وعدم تحمل المسؤولية والكثير من المظاهر السلبية التي تعوق عملية التنمية. 

فتنمية المسؤولية الاجتماعية ضرورة اجتماعية بقدر ما هي ضرورة فردية فهي حاجة اجتماعية؛ لأن المجتمع بجميع طوائفه وفئاته في حاجة إلى الفرد المسؤول اجتماعيًّا.ويعد تحمل المسؤولية من أهم الصفات الاجتماعية التي لا يمكن تنميتها إلا عن طريق الممارسة، لذا يتطلب الأمر من الاختصاصي الاجتماعي أن ينبه المجتمع ويبصره بما عليه من واجبات، وأن يكون العمل مبنيًّا على أساس الأخذ والعطاء بين من يعيشون في المجتمع، وعلى الاختصاصي الاجتماعي أن يعي تمامًا أن الأفراد مسؤولون مسؤولية اجتماعية نحو أنفسهم ونحو المجتمع والوطن، وعلى الأخصائي الاجتماعي أن يساعد الأفراد على ممارسة الأنشطة المختلفة في ضوء هذا المفهوم. 

ومن هنا تبرز الحاجة إلى تنمية المسؤولية الاجتماعية عند أفراد المجتمع، لأن تربية الإنسان على تحمل المسؤولة تجاه ما يصدر عنه من أقوال وسلوكيات هي مسألة على قدر كبير من الأهمية لما لها من أثر في نظم الحياة داخل المجتمعات الإنسانية، فالأفراد المسؤولون عن أعمالهم تتميز حياتهم بالاستقرار والطمأنينة والأمن النفسي والاجتماعي.، فالخدمة الاجتماعية بوصفها إحدى مِهن المساعدة التي تتعامل مع أفراد المجتمع تهتم بتنمية المسؤولية الاجتماعية لديهم، لما يحققه ذلك من إحداث تغييرات إيجابية في شخصية الفرد بما يسهم في زيادة معدلات المشاركة الفعالة في تطوير وتنمية المجتمع، حيث إن شعور الأفراد بها نحو مجتمعهم يتوقف على طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبعضهم، وعلى نسبة المشاركة الاجتماعية لهؤلاء الأفراد مع باقي أفراد المجتمع وعلى مدى ولاء وانتماء أفراد المجتمع إلى أسرهم ومجتمعهم ووطنهم ومدى قدرتهم على المحافظة على الممتلكات العامة، فكلما زاد الشعور بهذه المحاور زاد الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لأفراد المجتمع تجاه أسرهم ومجتمعهم ووطنهم. 

ان الخدمة الاجتماعية من المهن الانسانية التي تتعامل مع المجتمع بجميع مستوياته من الفرد والجماعة والمجتمع والمنظمات وجميع أنواع المشكلات التي تواجه هذه المستويات من الممارسة ويتطلب هذا العمل مهارات أساسية ترتبط بالعمليات الرئيسة لمهنة الخدمة الاجتماعية بدءا من عملية التقدير إلى التدخل المهني إلى تقويم العائد من التدخل المهني وتحقيق أهداف العمل وتتم هذه العمليات في إطار علمي مخطط وباستخدام مهارات تساعد الممارس المهني أو الاختصاصي الاجتماعي على حل المشكلات وتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية المرتبطة بكل مستوى من مستويات الممارسة فهناك ممارسات مهنية للخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي تهدف مساعدة المؤسسة التعليمية كنسق اجتماعي على القيام بوظيفة التوافق مع البيئة المجتمعية . 

عناصر الموضوع 

إن التحصيل العلمي أو الاطلاع النظري لا يكفي لممارسة الخدمة الاجتماعية، ولا يغني عن صقل الخبرات وتنمية المهارات الخاصة بممارستها المهنية، فلا بد من نقل هذه المعلومات النظرية إلى أرض الواقع في الممارسة اليومية، فإن ملامسة الواقع ومعايشة الناس فيه ينمي المهارة وينعش الذاكرة ويوضح الرؤية ويُكوّن الفكرة الصالحة للتطبيق. ولقد ضم هذا الكتاب بين دفتيه وحدات دراسية لا بل حلقات مترابطة متواصلة متكاملة تكون صورة معبّرة، ويؤمل أن تكون جلية واضحة عن طبيعة الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، تحتوي ما يفيد الدارسين والمتدربين على الخدمة الاجتماعية وما يغني معلومات وخبرات العاملين الاجتماعيين في المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الصحية والتعليمية والإنتاجية التي تمارس فيها الخدمة الاجتماعية كوظيفة دائمة وموصلة للأهداف. تبدأ تلك الحلقات بتوضيح ماهية الخدمة الاجتماعية وأهدافها وإطارها المعرفي والتقني، لتنتقل بعدها إلى نماذج الممارسة المهنية التقليدية والتجديدية والجماهيرية وإلى إنتاجية التدخل المهني، ولتبلور بعد ذلك المهام الوظيفية للاختصاصي الاجتماعي، وتستعرض بالتالي عددًا من الخطط المهنية في التعامل مع الإدمان والمشكلات الأسرية ومشروعات تنظيم ورعاية الأسرة وإعداد الفتاة للحياة الزوجية والمرضى المشرفين على الموت كنماذج للتدخل المهني، وتختتمه ببعض التوضيحات لعمليات التدخل المهني.

الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي 

واقع الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي عن طريق مساعدة المرضى على مشكلاتهم الاجتماعية وتوفير احتياجاتهم الاساسية والتغلب على الصعوبات التي تواجههم والتي لها صلة وثيقة بالمرض سواء كانت هده المشاكل تنبع من ذات المريض او بيئته، واهمية التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي الطبي واشرافه على احوال المرضى ومعرفة اهم العوائق التي تعترض الخدمة الاجتماعية الطبية بالمركز وايجاد اليات وطرق تدعم الخدمة الاجتماعية الطبية بالمركز. 

ان الاخصائي الاجتماعي الطبي يساعد في حل المشاكل التي تواجه المرضى وله القدرة على تخفيف الضغوط عنهم وعن اسرهم. 

ان الاخصائي الاجتماعي الطبي يجب أن يركز على حل المشاكل التي تتعلق بالجانب الارشادي والاجتماعي ،و هناك نقصف في الكوادر من الأخصائيين الاجتماعين وعدم وجود برامج تدريب وتأهيل للأخصائي الاجتماعي الطبي بالمراكز الصحية، كما ان عدم توفر اخصائيين اجتماعيين من الجنسين يسبب الحرج لبعض المرضى في طلب المساعدة ، فدور الاخصائي الاجتماعي داخل المراكز الصحية للمصابين او المرضى بأمراض خطيرة يوازي تماماً دور الطبيب البشري في اداء مهامه العلاجية كما انه مكمل و معين للعلاج. 

الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي:

تهدف مساعدة المؤسسة التعليمية كنسق اجتماعي على القيام بوظيفة التوافق مع البيئة المجتمعية، أي أن تصبح الخدمة الاجتماعية أحد ميكانيزمات التوافق لنسق التعليم ومساعدته على التوصل إلى حالة أفضل وأكثر توافقا ً مع متطلبات نسق المجتمع. 

وتتزايد أهمية الأخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي، وذلك نظرا ً للظروف والأوضاع المجتمعية المعاصرة، والتي انعكست على النظام التعليمي والمدرسة، فمجتمع الطلبة يحوي الكثير من القضايا والمشكلات، مما يلقى عبئا ً على الأخصائي الاجتماعي المدرسي في تخطيط وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية للطلاب مراعيا ً التباين أحيانا ً والتقارب أحيانا ً أخرى في احتياجاتهم ومشكلاتهم، وكذلك العمل على تنمية وتوظيف الطاقات الإبداعية والابتكارين لدى البعض منهم في ضوء أساليب علمية لاكتشاف الفائقين والمتميزين والعمل على رعايتهم 

ويهدف الإخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي تحقيقا لأهداف التالية: 
  • مساعدة الطلاب على تحصيل دروسهم والوصول إلى أقصى استفادة من التعليم. 
  • مساعدة مجتمع الطلبة على النمو والوصول إلى أكبر قدر ممكن من الاعتماد على النفس. 
  • إيجاد علاقات اجتماعية مرضية وسليمة بين مجتمع الطلاب بعضهم البعض وبينهم وبين العاملين بالمدرسة. 
  • مساعدة مجتمع الطلبة على نبذ القيم والاتجاهات الضارة وتدعيم القيم والاتجاهات الإيجابية، وإكسابهم القيم البناءة اللازمة لبناء المجتمع. 
  • مساعدة المدرسة على نشر خدماتها في المنطقة التي توجد فيها، لكي تعتبر بحق مركز إشعاع للبيئة. 
  • مساعدة المجتمع الذي توجد فيه المدرسة على تدعيمها وإفادتها ، بما يتوافر لدى ذلك المجتمع من موارد وإمكانيات 
  • العمل على إيجاد ترابط وتفاهم بين البيت والمدرسة، لتحقيق تنشئة اجتماعية سليمة للطلاب.

والأخصائي الاجتماعي وفقاً لطبيعة إعداده المهني فإنه يتوفر لديه المعرفة والخبرة والقدرات والمهارات اللازمة ، بما يمكنه العمل في المجال المدرس مع التلميذ وأسرته ومدرسته وبيئته ومجتمعه، واستخدامه أحسن استخدام ممكن لموارد وإمكانيات تلك العناصر بما يساعد التلميذ على التغلب على مشكلاته ، ويساعد المدرسة على تحقيق رسالتها. 

كيف ينجح الأخصائي في تنمية القدرات الإبداعية

ولكي ينجح الأخصائي الاجتماعي في دوره لتقديم الرعاية الاجتماعية لمجتمع الطلبة ومساعدة الطلاب على تأدية أدوارهم ، ولمساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها ، يجب أن يرتكز دوره على ثلاثة أركان أساسية وهي " وضع خطة العمل ، تنفيذ البرنامج ، تقويم النشاط " وسوف نستعرض هذه الأركان باختصار فيما يلي أ- وضع خطة العمل :- وهذا يوفر الأسلوب العلمي الذي يساعد على مقابلة احتياجات التلاميذ والمدرسة بدون ارتجال ، وتحقيق المواءمة بين الموارد والاحتياجات وتعبئة كل الموارد والإمكانيات الممكنة لاستخدمها استخداماً.

فعالاً لتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية ، كما أن خطة العمل الناجحة هي التي توضع في مناخ اجتماعي على درجة جيدة من التنظيم، ويكون المناخ الاجتماعي كذلك إذا شارك الأخصائي الاجتماعي المدرسي في وضع خطة العمل كل من " ناظر المدرسة ، مجلس الآباء والمعلمين ، مجلس الرواد ، اتحاد الطلبة " حتى تكون الخطة واقعية. 

يضع العمل الاجتماعي أسس منهجيته التي تستند إلى الهيكل النظامي للمعلومات القائمة على البحث والدراسة والتي تم الحصول عليها من خلال تقييم البحث والممارسة، بما في ذلك المعلومات المحلية والمعلومات الفعلية الخاصة بهذا السياق. كما أنه يتعرف على مدى صعوبة تفاعل الأفراد مع البيئة المحيطة بهم ومدى قدرتهم على التأثير فيها والتأثر بها وتغيير هذه التأثيرات التي تخلفها عليهم، ومن بينها العوامل الاجتماعية السيكولوجية الحيوية. 

هذا، وترتكز مهنة العمل الاجتماعي على النظريات الخاصة بتطور الإنسان وسلوكه والنظم الاجتماعية بهدف تحليل المواقف المعقدة وإيجاد حلول لها وتيسير حدوث عملية التغيير على مستوى الأفراد والجماعات والمنظمات والمجتمعات والثقافات المختلفة" 
يتميز الوضع الحالي للتنمية المهنية المتعلقة بالعمل الاجتماعي بأمرين مهمين سنوردهما فيما يلي. 

هناك عدد كبير من البحوث التقليدية النفسية والاجتماعية (سواء كانت كيفية أو كمية) التي يجريها العديد من الباحثين بالجامعات أو المعاهد أو المؤسسات التعليمية أو الهيئات المعنية بتقديم الخدمات الاجتماعية. 
وفي غضون ذلك، يواصل معظم الإخصائيين الاجتماعيين "الممارسين" عملهم ودراستهم من أجل التوصل إلى المعلومات اللازمة واكتساب معارف جديدة.، هذا، ولا يزال الجدل مُثارًا حول طبيعة العمل الاجتماعي منذ بداية ممارسته كمهنة في العقد الأول من القرن العشرين.

ويتمثل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وجود فجوة بين المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال الممارسة والمعلومات التي تم التوصل إليها عن طريق البحث في أن الإخصائيين الاجتماعيين يتعاملون مع المواقف الفريدة والحالات الخاصة بينما يركز البحث على الحالات المتشابهة. لذا، يمكن القول إن الجمع بين المصدرين الذين يتم من خلالهما الحصول على المعلومات يعد غالبًا أمرًا غير تام ولا يتسم بالدقة. ومع ذلك، فإننا نأمل في إيجاد حل لسد هذه الفجوة من خلال الجمع - كما هو الحال بالنسبة للعديد من المجالات التطبيقية - بين أفضل الممارسات العملية التي تحاول ربط نتائج البحث وخبرة الإخصائيين الاجتماعيين الأجلاء بتقنيات الممارسة الفعالة وأساليبها الحديثة.

وعلى الرغم من أن العمل الاجتماعي يعد متأصلاً في الثورة المعلوماتية، فإن التنمية المهنية المعاصرة التي شهدها مجال العمل الاجتماعي تتجلى في التغلب على تحديات تكنولوجيا المعلومات والبعد عما تحمله من مساوئ والاستفادة من فوائدها الجمة لتقديم المساعدة للعملاء من خلالها. 

دور الإخصائيين الاجتماعيين

يتمتع الإخصائيون الاجتماعيون بإيمانهم القوي بالعمل على تحقيق المساواة وإقرار العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن فئات المجتمع تشتمل المهام الأساسية التي يتولاها الإخصائيون الاجتماعيون على تقديم الخدمات المختلفة مثل إدارة الحالات (أي ربط العملاء بالهيئات المعنية وبالبرامج التي تلبي احتياجاتهم الاجتماعية النفسية) والخدمة الاجتماعية الطبية والإرشاد النفسي (العلاج النفسي) وإدارة الخدمات الإنسانية وتحليل سياسات خدمات الرعاية (خدمة الرعاية) الاجتماعية وتنظيم المجتمع وتقديم الدعم للآخرين والدفاع عن حقوقهم والاهتمام بالتعليم (في كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية)، إلى جانب التركيز على بحث ودراسة العلوم الاجتماعية. يعمل العديد من الإخصائيين الاجتماعيين ذوي الخبرة في مختلف المؤسسات سواء كانت المؤسسات الربحية أو غير الربحية أو المؤسسات العامة التي تقدم الخدمات الاجتماعية ومن بينها المؤسسات العامة التي تعول الفقراء وكبار السن وأسرهم والمستشفيات والجمعيات الخيرية ومنظمات الصحة العامة والمدارس والمنظمات الدينية وتقديم الدعم للعاملين والمؤسسات الخيرية وكذلك الهيئات العسكرية. من ناحية أخرى، يعمل بعض الإخصائيين الاجتماعيين كإخصائي العلاج النفسي أو مرشدين نفسيين أو إخصائي الصحة العقلية وغالبًا ما يعملون جنبًا إلى جنب مع الأطباء النفسيين أو الإخصائيين النفسيين أو غيرهم من المتخصصين في مجال الطب. هذا، وقد يعمل الإخصائيون الاجتماعيون أيضًا بمفردهم ويقومون بنفس دور إخصائي العلاج النفسي - مع العلم بأنهم قد استمدوا خبرتهم من خلال ممارسة العمل في عياداتهم الخاصة - وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية كما أنهم يكونون على أتم استعداد لتحمل المسئولية الكاملة تجاه ذلك بالتأكيد مثل شركات التأمين. وإضافة إلى ذلك، يركز بعض الإخصائيين الاجتماعيين جهودهم على السياسة الاجتماعية أو إدارة البحث الأكاديمي بما يتماشى مع ممارسة العمل الاجتماعي أو أخلاقياته. ويعني ذلك أن مستوى هذا التركيز يتفاوت من دولة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر وذلك وفقًا لطبيعة المهام والمجالات المختلفة. لقد كان بعض هذه المجالات مثار الجدل والمناقشة حول إذا ما كانت تعد بشكل ملائم جزءًا من رسالة العمل الاجتماعي أم لا. 

إسهامات الأخصائي الاجتماعي في العمل الاجتماعي 

يوجد ثلاثة أنواع أو مستويات عامة تتعلق بطبيعة الممارسة العامة للعمل الاجتماعي سنوردها فيما يلي. يتمثل المستوى الأول في مستوى الوحدات الكبرى للممارسة العامة للعمل الاجتماعي حيث يتضمن التعامل من منظور شامل مع المجتمع أو المجتمعات ككل. ويشتمل هذا المستوى الذي نحن بصدده على وضع السياسة الاجتماعية التي تهدف إلى الدفاع عن الحقوق على المستوى القومي أو الدولي. أما المستوى الثاني، فيوصف بأنه مستوى الوحدات المتوسطة للممارسة العامة في العمل الاجتماعي. ويتضمن هذا المستوى العمل مع الهيئات والمنظمات الصغيرة والجماعات الأخرى الصغيرة. ويشمل هذا المستوى من الممارسة العامة وضع السياسات في إطار هيئة ما مختصة بالعمل الاجتماعي وتقديم الخدمات الاجتماعية أو تطوير وتفعيل البرامج الخاصة بأحد المجتمعات المجاورة. أما المستوى الثالث والأخير فهو مستوى الوحدات الصغرى للممارسة العامة والذي يتضمن تقديم الخدمات للأفراد والعائلات. 

هناك العديد من الأنشطة التي تتم ممارستها على نطاق واسع، ومن أهمها الأنشطة الممثلة للعمل الاجتماعي، حيث يعمل الإخصائيون الاجتماعيون مع أنساق متعددة في معظم البيئات المختلفة. وعلى وجه العموم، فإن الإخصائيين الاجتماعيين الذين يزاولون عملهم في مجال الممارسة الإكلينيكية أو المباشرة للخدمة الاجتماعية يعملون وفقًا لمستوى الوحدات الصغرى للعمل الاجتماعي. أما الإخصائيون الاجتماعيون الذين يعملون في مجال الممارسة العامة، فإنهم بذلك يعملون وفقًا لمستوى الوحدات المتوسطة أو الكبرى للعمل الاجتماعي. ونورد فيما يلي القوائم التي توضح تفصيلاً عددًا من أنواع الوظائف التي قد يعمل بها الإخصائيون الاجتماعيون. 

أهداف الخدمة الاجتماعية 

  • اهدف وقائية 
  • أهداف علاجية 
  • أهداف تنموية 

الخدمة الاجتماعية هدفها الرئيسي تنمية المجتمعات، وذلك عن طريق البحث عن القوى والعوامل المختلفة، التي تحول دون النمو والتقدم الاجتماعي، مثل الحرمان والبطالة والمرض والظروف المعيشية السيئة، التي تخرج من نطاق قدرة الأفراد الذين يعانون منها والتي تعمل على شقائهم، كما تبحث عن أسباب العلل في المجتمع لكى تتصدى وتكافح هذه الأسباب وتنتق أنسب الوسائل الفعالة في المجتمع للقضاء عليها أو التقليل من أثارها والاضرار التي تنتج عنها إلى أدنى حد ممكن. 

فلسفة الخدمة الاجتماعية في مفهومها فلسفة اجتماعيه أخلاقية، وذلك ان جذور فلسفة الخدمة الاجتماعية تتصل وترتبط بالدين والنزعة الإنسانية، فالخدمة الاجتماعية تستمد فلسفتها من الأديان السماوية والحركات الإنسانية والعلوم الاجتماعية والطبيعية والخبرات العلمية للأخصائيين الاجتماعين، لذلك نقول أن فلسفة الخدمة الاجتماعية سبق ظهورها المهنة من قديم الازل. 

الأهداف التي تسعى الرعاية الاجتماعية لتحقيقها في ما يأتي: 

  1. المشاركة الفعَّالة في بِناء الإنسان، والارتقاء بمستواه وتحقيق مصالِحه؛ بحيث يصبح هو الغاية والوسيلة؛ بهدف المشارَكة الإيجابيَّة في نشوء مجتمعِه.
  2. إشباع أقصى قَدْر من الحاجات الإنسانيَّة، وتوفير الخدمات التي تُشبِع تلك الحاجات المتجدِّدة والمتعددة، إلى جانب التوسُّع في الخدمات، ورفع مستوى المعيشة لأفراد المجتمع بصفة عامة.
  3. تحقيق أمثلِ استثمارٍ ممكن للإمكانيات والموارد البشرية والمادية والتنظيمية المُتاحة في المجتمع، والتي يمكن إتاحتُها، وتحقيق التوازن في توزيع ناتِج التنمية على المواطنين على أساسٍ من العدالة في توزيع الحقوق والواجبات.
  4. تحقيق النمو المتوازن بين كافَّة قِطاعات النشاط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمادي في المجتمع.
  5. العمل على تجديد وتطوير دعم النُّظم الاجتماعية القائمة؛ لزيادة كفاءتها بالنسبة لجهود إحداث التغيير المطلوب، وتحقيق الأداء في العمل الاجتماعي في شتى مجالات الرعاية.
  6. تقويةُ الروابط بين المواطنين، وتدعيم العلاقات بينهم على أساسٍ من التعاون والإخاء، وتحقيق التكافُل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع.
  7. توضيح الأهداف الإستراتيجية، ومجالات خُطط وبرامج الرعاية الاجتماعية، وأساليب تحقيقها، وموجَّهات العمل الاجتماعي لتحقيق الأهداف المجتمعية.
ويرى مارشال أن الحكومات تُمارِس السياسةَ الاجتماعية لصالح مواطنيها؛ عن طريق توفير مجموعة من الخدمات تساعد على رفعِ مستوى معيشتهم، تتمثَّل في التأمينات الاجتماعية، والرعاية الاجتماعية، والسياسة السكانيَّة. 

ويرى قريمان وشيروود أن السياسة الاجتماعية تهدف أساسًا إلى تحسين الظروف العامة للمجتمع، والنهوض بحياته الاجتماعية، وتقليل الانحراف والتفكُّك الأسري قَدْر الإمكان.

• ويرى الدكتور مصطفى السروجي أن أهداف سياسات الرعاية الاجتماعية تتحدد في: 
  1. مواجهة المشكلات الاجتماعية، وإشباع الحاجات الإنسانيَّة؛ من خلال مقابَلة الخدمات بالحاجات. 
  2. توجيه العمل الاجتماعي في المجتمع، وتوجيه الخُطط والبرامج والمشروعات الاجتماعية، وتحقيق الأهداف المجتمعيَّة؛ لنقْل المجتمع من صورة إلى أخرى أفضل، وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لأفراده؛ من خلال تعاون وتنسيق الجهود المختلَفة لتحقيق الأهداف.
  3. الإصلاح الاجتماعي، وتحقيق المساواة والعدالة في توزيع المواردِ والخدمات بين الأفراد في المجتمع. 
  4. تزويد الأفراد والفئات الأكثر احتياجات بالخدمات اللازمة؛ لمقابَلة حاجاتِهم المتزايدة. 
  5. بناء وتنمية الإنسان في المجتمع، وتحقيق الاستقرار، وإحداث التغيير والتنمية الاجتماعية كعائد لتحسين نوعيَّة الحياة في المجتمع.
  6. ارتباطها بالأهداف المحلية العامة، وهي أهدافٌ استراتيجية تتحقَّق على المدى الزمنيِّ الطويل. 
  7. تحديدها وسائل تحقيق الغايات والأهداف. 
  8. إشارتها إلى أولويات الرعاية الاجتماعية فئويًّا ومجتمعيًّا في كل مرحلة من مراحلِ العمل الاجتماعي بما يُسهِم في تحقيق الأهداف. 
  9. ان المكونات الاساسية التي يجب ان توافرها سياسة الرعاية الاجتماعية بما يمكنها من تحقيق أهدافها في ضوء الامكانيات المتاحة أو التي يمكن أتاحتها في المجتمع. 
وتتحدد نوعية الخدمات التي تقدمها السياسة الاجتماعية في الآتي : 
1. رعاية اجتماعية أساسية. 
2. رعاية اجتماعية نفسية. 
3. رعاية اجتماعية تعليمية. 
4. رعاية اجتماعية علمية . 
5. رعاية اجتماعية تشريعية . 
6. رعاية اجتماعية ترويحية . 
7. رعاية اجتماعية أسكانية . 
8. رعاية اجتماعية للفئات الخاصة . 

الخاتمة 

مما تقد لا يمكن أن تُحقِّق الرعاية الاجتماعية وخدماتها الكفاءة والفعالية المنشودة لتحقيق أهدافها في غياب سياسات واضحة ومحدَّدة للرعاية الاجتماعية، تتمركز حولها الجهود والأنشطة المختلفة لتحقيقِ الأهداف. 

ومن خلال ما سبق، يتَّضِح لنا أن أهدافَ الرعاية الاجتماعية تتركَّز حول رفع مستوى الإنسان وتحقيق أقصى قَدْر ممكن من إشباع الاحتياجات الضروريَّة للأفراد داخل المجتمع. 

ان البرامج الرعاية الاجتماعية التي تقدمها كل من المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية، مكسبا كبيرا في حياة البشرية، باعتبار ما بلغته من التنظيم والتنوع والمرجعية العلمية المعتمدة في رسمها وتطبيقها. حيث حدثت تطورات كبيرة نقلت مفهوم وواقع الرعاية الاجتماعية من أروقة أماكن العبادة وبيوت المحسنين والمتصدقين إلى مؤسسات تحفظ كرامة الفرد وتشرعه بان ما يتقاضاه أو ما يتلقاه من حماية ورعاية، ليس منة ولا صدقة من احد. بل هو حق له باعتباره مواطنا يعيش على هذه الأرض أو أنسانا شريكا فيها. 

هناك جهل بسياسات الرعاية الاجتماعية وهذا ناجم عن قصور النظر وغياب ثقافة الرعاية الاجتماعية على المستويين الرسمي والشعبي، مما يعتبر عائقا كبيرا في إطلاق مشاريع الرعاية الاجتماعية ابتداء من التشريع ووصولا إلى التنفيذ وجعلها أمرا واقعا. ينبغي التثقيف وبناء وعي عال، وتوسيع الإدراك بأن المنح التي تقدم للمستفيدين من الشبكة هو ليس صدقة من أحد أو عطف على مجموعة من المساكين، والتعامل معهم بنظرة قاصرة مسترحمة، بل هو واجب على الحكومة عليها تقديمه لمن يستحق. 

يجب أن يحرص الأشخاص على تقديم الخدمة الاجتماعية للآخرين لخلق التساوي بين جميع الأفراد في المجتمع، حيث أن الجميع سواسيّة؛ ويمكن أن يَقوم كل شخص بتقديم ما يناسبه وفقاً لوضعه، حيث أن من يمتلك المال يمكن أن يُقدم المال لدعم الآخرين، والشباب يمكنهم تقديم الطاقة لديهم، أما الطلاب اللذين يمتلكون ذكاءاً ومواهب ومهارات يمكنهم مساعدة غيرهم من خلال أفكارهم وخططهم. 

تحتاج المجتمعات جميعها لوجود أشخاص يسعون لإحداث التغييرات الإيجابية فيها؛ تحديداً في الأوقات الراهنة، حيث كَثُرَت التحديات والمصاعب التي على الإنسان مواجهتها في الحياة، لذا تُسهم الخدمة الإجتماعية التي يقدمها الملتزمون بمساعدة الآخرين في تحسين المجتمع وازدهاره، ويكون ذلك من خلال مناصرة المظلومين، ومساعدة الأشخاص من شتى الأعمار ليكونوا ناجحين، بالإضافة لأهمية الخدمة الاجتماعية لفئة الأطفال. 
الاسمبريد إلكترونيرسالة