-->
U3F1ZWV6ZTM3MDQyMzIyMTQ4X0FjdGl2YXRpb240MTk2Mzg0MDI2MTg=
recent
مقالات

القيادة الواعية لتحقيق أفضل مستوى من الانجاز وتحقيق الأهداف

القيادة الواعية لتحقيق أفضل مستوى من الانجاز وتحقيق الأهداف

القيادة الواعية لتحقيق أفضل مستوى من الانجاز وتحقيق الأهداف

المقدمة

القيادة يمكن تعريف القيادة بأنها عبارة عن قيام الشخص بعملية إقناع لأشخاص آخرين في مجموعة معينة، ويلعب دور القدوة، ويكمن دوره وإقناعه للأشخاص من خلال السعي والوصول إلى تحقيق أهداف منشودة، وحتى تكون القيادة ناجحة يجب أن يتبّع الأفراد هذه الطريقة وينفذونها. 

فالقيادة هي القدرة على التأثير في الأفراد لجعلهم يرغبون في أنجاز أهداف المجموعة، ومصطلح القياد يمكن أن تكون قدرة الشخص أو المجموعة على التأثير أو فرض رأي أو قوانين معينة ليس بالقوة وإنما بالإقناع، ويكون الهدف منها تحقيق مصالح منشودة وإنجازها. حتى يتمكن القادة الناجحون من قياس مدى قدرتهم على تحقيق معنى القيادة بشكل صحيح، يجب أن يحددوا أساليب كيفية ارتباطهم بالآخرين داخل حدود المنظمة أو خارجها. كما يؤخذ بعين الاعتبار كيفية رؤية القائد لنفسه ومركزه. 

تلتقي القيادة والإدارة في تحريك الأفراد نحو تحقيق الأهداف، ولكن تقتصر سلطة الإدارة على القوة الشرعية المستمدة من صلاحيات الأنظمة والقوانين فهي مشوبة بالإكراه. بينما تستمد القيادة قوتها من المرجعية والخبرة والتأثير المعتمد على الإقناع بالإضافة إلى القوة الشرعية. وعلى هذا فإن القائد يمكن أن يكون مديراً ولكن على المدير أن يحظى بثقة الجماعة واقتناعهم ليصبح قائداً. وأصبحت القيادة أكثر حاجة من ذي قبل للمهارة الفنية نتيجة للتطورات التقنية وثورة المعلومات، ويعتبر التدريب من أهم الوسائل لاكتساب الخبرة التقنية. في سياق المهارات الإنسانية التي تؤمن بأن النفس البشرية تحمل العديد من الانفعالات والتفاعلات المختلفة وتتطلب الفهم والإشباع من القائد، والذي عليه أيضاً إدراك ميول واتجاهات مرؤوسيه. تلعب القدوة الحسنة دوراً محورياً في التأثير على معنويات العاملين وتوحيد جهودهم وضمان ولائهم الذي يسهم في رفع الكفاءة الانتاجية وتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية. 

عناصر الموضوع 

إن ظاهرة القيادة والتبعية والانقياد ظاهرة إنسانية تعتبر المحرك لتحقيق هدف مشترك وتتفاوت العلاقة بين القائد والعاملين في أي درجة من درجات السلم الوظيفي من حيث توظيف السلطة إلى سيطرة وتحكم وتسلط، أو تراحم وتآخ وتعاطف، أو التوسط بينهما، أو ترك الحرية لهم في تسامح ولين وإعطائهم الاستقلالية التامة في القيام بأعمالهم. 

إن مصدر السلطة للقيادة الفعالة يُشكل نقطة الانطلاقة في نوعية القيادة غير الرسمية التي تنشأ داخل التنظيم غير الرسمي في المنظمة وتلعب دوراً جوهرياً من خلال قدرة القائد الذي تمنحه الجماعة ثقتها نتيجة للدور الاجتماعي الذي يلعبه بينهم ويستطيع أن يوجههم ويوحد أو يشتت جهودهم من خلال قوة تأثيره وقدرته على إقناعهم. ومهارة القيادة الناجحة تتمحور في العمل على احتواء التنظيم غير الرسمي وتسخيره لخدمة أهداف المنظمة باختراقه والتعامل معه بموضوعية على أنه ظاهرة صحية يمكن توظيفها إيجاباً لخدمة الاهداف وبلوغ الغايات. 

تبرز أهمية القائد في الإدارة من خلال الدور الذي يقوم به فهو لا يقتصر على إصدار الأوامر والتأكد من تنفيذ النشاطات داخل المنظمة في الاطر المرسومة، وإنما يتعدى ذلك إلى تزويد العاملين بكل ما يحفزهم ويستحث نشاطهم، ويحافظ على الروح المعنوية العالية. وللقائد أهمية بالغة في مواجهة التغيرات في كافة مراحلها، ومواجهة المشكلات الناجمة عنها واتخاذ القرارات المناسبة إزاء البدائل المتاحة لمواجهتها، والتنسيق بين الجهود للتعامل مع تعقيداتها المختلفة وترتيب أولويتها. 

تظل الأهداف الواضحة سمة من سمات التفكير الإبداعي الذي يمكن القادة من المبادرة والمبادأة نحو تحقيق السيطرة والتفاعل مع المتغيرات والتقليل من آثارها السلبية، من خلال التنبؤ الذي يساعد على التهيئة لتقبل مؤشرات التفاعل مع المتغيرات وترجيح احتمال حدوثها، والذي بدوره يساهم في تعميم السيناريوهات البديلة للتعامل مع مصادر المخاطر العلنية والمستترة. وتهيئة الموارد المادية والبشرية والمعلوماتية اللازمة وتقييمها قبل توظيفها. 

إذ تعد السيطرة أمراً حيوياً لضمان كفاءة عملية التفاعل، وتوفر المعرفة الكاملة بالطرق التي يتم من خلالها التعامل مع المتغيرات، ولابد من التحكم في زمن تنفيذ الأعمال بمراعاة تكامل التخصصات، وتوفر مستوى كاف من القدرات القيادية التي تحقق الكفاءة والفاعلية، وتهيئة مناخ عمل مناسب، وتطوير برامج تدريبية علمية وعملية للتفاعل مع كافة المتغيرات. 

ترتبط المنظمات الإنتاجية والخدمية بخصائص بيروقراطية مشتركة تجمع بينها وإن كان هناك بعض التفاوت. 

كوفمان يؤكد أهمية القيادة الواعية وأثرها الإيجابي في تحقيق أهداف الدول

ناقش فريد كوفمان، الفيلسوف ونائب رئيس شركة “لينكد إن” العالمية، مميزات الشخصية القيادية الناجحة وسبل الارتقاء بالقيادة الواعية والوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة لخير الإنسانية عوضاً عن التركيز على تحقيق الأهداف الفردية. 

وأكد كوفمان خلال جلسة “”رحلة إلى القيادة الواعية في 45 دقيقة”، التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثالث للقمة العالمية للحكومات، أن القيادة الواعية ترتكز على امتلاك رؤية بعيدة المدى تحفّز الناس لتحقيقها. 

وتطرق كوفمان إلى أربع ممارسات خاطئة يرتكبها الإنسان بشكل عفوي واعتيادي في حياته اليومية، وأشار إلى أن الخطأ الأول يتمثل في عدم تحمل الفرد المسؤولية ولوم عوامل أو أفراد آخرين، وشدد على أهمية أن يبادر القائد إلى التفكير بالطرق التي يمكنه عبرها حل المشاكل بفعالية عوضاً عن مجرد الركون إلى اللوم، مشيراً إلى أن الخطأ الثاني فيكمن في عدم إدراك الأفراد للغاية الحقيقية من الأعمال التي يزاولونها أو ممارساتهم اليومية، فضلاً عن عدم امتلاك هدف أسمى يسعى الفرد إلى تحقيقه، ومؤكداً على أن من مميزات الشخصية القيادية الحقيقية أن يتنازل الفرد عن الرغبات الشخصية سعياً لتحقيق أهداف الفريق ككل. 

ويتمثل الخطأ الثالث في أن بعض القادة يظنون أن القيادة تتلخص في التسلط على الآخرين وإخبارهم بما يجب أن يقوموا به، وقال كوفمان “تتطلب صفات القيادة الحقيقية أن يكون القائد ملهماً للآخرين وأن يحفز لديهم روح المبادرة والعمل ضمن فريق واحد لتحقيق أفضل النتائج، أما الخطأ الرابع والمهم فهو الغرور وحب الأنا والذات الذي ينتاب بعض القادة والذي قد يدفعهم إلى الفشل”. 

ودعا كوفمان إلى أن يفتح الناس أعينهم على العالم حولهم وأن يدرّبوا عقولهم وقلوبهم على قضاء بعض الوقت كل يوم للتأمل والتفكير بالنعم التي يملكونها وحمد الله عليها لكي يشعروا بالسعادة والطمأنينة في أنفسهم ويشاركوا هذه السعادة والروح الإيجابية مع الآخرين. 

ويشارك في القمة العالمية للحكومات، التجمع الأكبر عالمياً المتخصص في استشراف حكومات المستقبل أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثا في أكثر من 70 جلسة مختلفة، بما في ذلك كبار الشخصيات، وقادة وخبراء القطاعين الحكومي والخاص في العالم، وصناع القرار، والوزراء، والرؤساء التنفيذيين، وقادة الابتكار، والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال، وممثلي المؤسسات الأكاديمية، ونخبة من طلاب الجامعات. 

أهمية القيادة

  1. أنها حلقة الوصل بين العاملين وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية. 
  2. أنها تعمل على توحيد جهود العاملين نحو تحقيق الأهداف الموضوعة. 
  3. السيطرة على مشكلات العمل ورسم الخطط اللازمة لحلها. 
  4.  تنمية الأفراد وتدريبهم ورعايتهم وتحفيزهم. 
  5. القدرة على تنمية الفرد وزيادة المهارات الإنسانية والعملية.

أدوار القيادة

هناك أدوار متعددة للقيادة ومنها ما يلي: 
  • القائد معلماً
يلعب القائد أو المدير الذي يمارس دور القيادة في منظمة ما دور المعلم، حيث يكون مصدر التعلّم الأول لدى مرؤوسيه، فيعتمدون عليه بتعلم المهارات الوظيفية ويكتسبونها منه. 

كما يجب أن يكون قدوة لهم ليكتسبوا منه السلوكيات المقبولة والقيم الهامة في العمل، فيقتدي الموظفون بالمدير من خلال مراقبة سلوكه التعليمي وخلال أدائه العمل اليومي الخاص به، حيث يعتبر القائد نموذجاً يُقتدى به. القائد مستشاراً 

يجب على القائد حتى يكون ناجحاً أن يتقمّص دورين، أولهما أن يكون معلماً وثانيهما أن يكون مستشاراً، والدور الثاني يحتم عليه أن يصغي لمرؤوسيه، والحد من وقوع المشكلات بينهم، وتقديم النصح والإرشاد لهم، وأن يكون وسيطاً لحل مشكلة في حال وقوعها بين المرؤوسين، ولكن ذلك لا يتطلب منه أن يحّل كل المشاكل بل يتطلب منه أن يشارك في حلها قدر الإمكان ومحاولة البحث عن الحلول الممكنة. 
  • القائد قاضياً
يتطلب دور القيادة من الشخص أن يلعب دور القاضي أيضاً، فيعمل على إقامة العدل، والعمل على إدخال القوانين والأنظمة الخاصة بالمنظمة حيز التنفيذ دائماً، والعمل على تسوية النزاعات وحلها جذرياً، كما يُطلب منه أن يكون على علم بالمعايير التي تقيس المخرجات، وأن يتسم بالعدل فيعطي المرؤوس مكافآته وامتيازاته دون ظلم أو واسطة ومحسوبية، وفي نفس الوقت يجب أن يكون صارماً فينزل العقوبات بمن يأتي بأعمال تخالف القوانين والأنظمة. 
  • القائد متحدثاً باسم
يؤدي القائد دور حلقة الوصل بين الطبقة الدنيا (المرؤوسين) في المنظمة والإدارة العليا فيها، فينقل اقتراحاتهم، ويكون متحدثاً باسمهم فيوصل للإدارة العليا اهتمامات الطبقة العاملة ووجهات نظرهم. 

أنواع القيادة

تنقسم أنواع القيادة إلى أربعة أقسام، وهنا سنتحدث عن كل قسم على حدة كما يلي: 
  • القيادة الأوتوقراطية
يطلق على هذا النوع عدة مسميات، ومنها الدكتاتورية، ويستمّد القائد في هذا النوع صلاحياته المخولة له من السلطة الرسمية بموجب القانون والنظام، وفي هذا النوع تنحصر السلطة في القادة فقط وتكون لهم حرية اتخاذ القرار، ورسم الخطط وسياسات المنظمة دون إيلاء المرؤوسين أية أهمية أو مشاركتهم في ذلك. يعمل القائد على إصدار التوجيهات والأوامر، ويفتقر هذا النوع إلى ثقة القائد بالمرؤوسين وقدرتهم على اتخاذ القرار الصائب، لذلك توصف هذه القيادة بأنها متسلطة، ويكون كل تركيز هذا النوع فقط على تحقيق الأهداف المنشودة مع إهمال مشاكل العاملين، ومن عيوب هذه القيادة أن كمية الإنتاج تكون أقل في حال غياب القائد، ويمكن تصنيف القادة في هذا النوع إلى ثلاثة أنواع: القائد الأوتوقراطي العنيد المتشدد. القائد الأوتوقراطي المتمسك بتطبيق القوانين. 
  • القائد الخَيّر.
القيادة الديمقراطية هو على العكس تماماً من أسلوب القيادة الأوتوقراطية، ويكون هذا النوع معتمداً على مدى قبول المرؤوسين لسلطة القائد الديمقراطي، ويأخذ القائد خلال سلطته تطوير العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام المتبادل بينه وبين مرؤوسيه بعين الاعتبار، وكما يؤمن بأهمية دعم جماعات العمل، وتحفيزهم على العمل بروح الفريق. أهم الأساليب التي يتبعها القائد الديمقراطي هو إقناع المرؤوسين، والاستشهاد بالحقائق، كما يولي إحساسيهم أهمية، ويعطي كرامتهم أهمية بالغة ويحافظ عليها، ويحرص كل الحرص على تقديم الإرشادات اللازمة، فيكون له دوراً فعالاً بتنمية الابتكار وتحقيق التعاون، وتفجير طاقاتهم الكامنة وتحفيز روح الإنجاز. 
  • القيادة الحرة
يعرف هذا النوع من القيادة بأسماء أخرى، كقيادة عدم التدخل، والقيادة التساهلية، والقيادة الترسلية، ويكون دور القائد فيها ثانوياً ولا يكون لدوره أي ذكر، ويكمن دوره القيادي فقط بإعلام المرؤوسين عن مخطط سير العمل والهدف المنشود تحقيقه، ويترك لهم حرية التصرف دون إبداء أي تدّخل في عملهم، بغض النظر عن نتاج عملهم سواء كان إيجابياً أو سلبياً. سلبياتها أكثر من حسناتها، ومن ضمنها عدم الاستقرار، وعمومية التعليمات، وإهمال النشاط العملي، وتضارب الأعمال، والتسيّب الوظيفي، الاتكالية في العمل، عدم التنسيق بين أقسام المنظمة. 
  • القيادة الموقفية
يعتمد هذا الأسلوب في القيادة على الظرف أو الموقف، ويمتاز القائد باختيار أحد الأساليب القيادية السابقة لاستخدامه وفقاً للظرف الذي يمر به، ليتناسب مع مستوى التنمية، وقد يتغير من فترة لأخرى. 

  • القيادة التبادلية
يمتاز هذا النوع من القيادة بتبادل الأدوار بين الرئيس والمرؤوسين، فيمكن أن يكون الرئيس فيها ضمن أحد أعضاء فريق العمل، وكما يمكن للمرؤوس أن يتولى دور الرئاسة في بعض المواقف، ويكون هذا النوع من القيادات مبنياً على علاقة التبادل الاقتصادي. 

تشكل القيادة محورًا هاماً ترتكز عليه مختلف النشاطات في المؤسسات. وفي ظل تنامي المؤسسات وكبر حجمها وتشعب أعمالها وتعقدها أصبحت الحاجة ملحة لإحداث التغيير والتطوير الملائم بالشكل الذي يضمن لها الاستمرارية والتميز. وهذه المهمة لا تتحقق إلا في ظل قيادة إدارية واعية، تمتلك من المهارات القيادية ما يمكنها من تحريك الجهود وتوجيه الطاقات لتحقيق أفضل مستوى من الإنجاز. 

التميز المؤسسي يتحقق من خلال القيادة الناجحة

لقد نشأ مفهوم " إدارة التميز" للتعبير عن الحاجة إلى مدخل شامل يجمع عناصر ومقومات بناء المنظمات على أسس متفوقة تحقق لها قدرات متعالية في مواجهة المتغيرات والأوضاع الخارجية المحيطة بها من ناحية، كما تكفل لها تحقيق الترابط والتناسق الكامل بين عناصرها ومكوناتها الذاتية واستثمار قدراتها المحورية Core Competencies والتفوق بذلك في مجال العمل وتحقيق الفوائد والمنافع لأصحاب المصلحة Stakeholders من مالكين للمنظمة وعاملين بها ومتعاملين معها والمجتمع بأسره. 

وتلعب القيادة الإدارية هنا دوراً محورياً مؤثراً في صياغة أهداف وغايات المنظمة وتحقيق ترابطها مع المناخ المحيط، وتفعيل عناصرها وقدراتها الذاتية. وبذلك تصبح القيادة الإدارية الإستراتيجية ذات القدرات المعرفية المتطورة من أهم مقومات وآليات " إدارة التميز". 

كما أن مستقبل أي مؤسسة يتوقف نموه وتطوره على القرارات التي يمكن أن يتخذها القادة لتشكيل وتنفيذ وتحقيق أحلام وطموحات وأهداف المجتمع والمؤسسة. 

ويجب التنويه هنا إلى تعريف ماهية القائد الفعال والمتميز، فهو القائد الذي يملك القدرة على إحداث الفارق في الإنجاز والأداء اليومي للمؤسسة من خلال وضع الرؤية والمعايير وتحديد الأهداف والقيم ورسم حدود للأولويات وإيجاد الاغراض الاستراتيجية والأهداف بعيدة المدى. 

هذا ويعتبر النموذج الأوروبي للتميز The European Excellence Model من أبرز نماذج "إدارة التميز" الشائع استخدامها في العالم المعاصر. وتتبلور فلسفة النموذج الأوروبي في أن التميز في الأداء، خدمة العملاء، تحقيق المنافع لأصحاب المصلحة من العاملين وغيرهم والمجتمع بأسره إنما يتحقق من خلال القيادة التي تقوم بصياغة وتوجيه السياسات والاستراتيجيات والموارد البشرية وتستثمر العلاقات وتدير العمليات المختلفة بالمنظمة. 

كيف يعرف نموذج التميز الأوروبي معيار القيادة؟ 

إن القيادات التنفيذية في المنظمات هي المحور الأساسي في عملها ومساراتها، وهي التي تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية، فعلى عاتق هذه القيادات تقع مسؤولية صياغة الاستراتيجيات المستقبلية وتحديد الرؤية واستشراف وجه المستقبل، وتخطيط سياسات العمل وصناعة القرارات والتي يتوقف علي سلامتها نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها. 

ولعل أهم سمات القائد التنفيذي الناجح هي السعي نحو التميز، وذلك من خلال بحث التوصل لمخرجات أكثر جودة، ونشر ثقافة الابتكار والإبداع بين العاملين، والوعي بقدرات المنافسين، وتنمية العلاقات مع البيئة الخارجية واستثمارها لصالح المنظمة. 

حيث يرى نموذج التميز الأوروبي بأن القادة المتميزين يعملوا على تطوير تحفيز تحقيق الرؤية والرسالة، ويعملوا على تطوير القيم والنظم المؤسسية المطلوبة للنجاح المستدام يبدو ذلك واضحًا من خلال أفعالهم وتصرفاتهم، وخلال فترات التغيير يحافظون على ثبات الهدف وعند الحاجة يكون لهؤلاء القادة القدرة على تغيير اتجاه المؤسسة وتحفيز الاخرين على اللحاق بهم. 

يتضمن معيار القيادة حسب النموذج الأوروبي لإدارة الجودة عدة معايير فرعية، وهي: 

  1. الرسالة والقيم والأهداف 
  2. المشاركة في وضع وتطوير انظمة العمل 
  3. التعامل مع جميع الفئات المعنية 
  4. بناء ثقافة التميز لدى الموارد البشرية 
  5.  توفير بيئة مشجعة على الابداع 

القيادة الابداعية وتعزيز الأداء المتميز وتحقيق الأهداف

القيادة الإبداعية، هي تلك الممارسة القيادية التي تعتمد على تحقيق اعلى معايير الجودة والأداء المهني باستخدام المؤهلات والمهارات والخبرات لتحقيق الاهداف الاستراتيجية والاستشرافية عبر استخدام الحوكمة ووسائل القدح الوظيفي واستخراج القدرات الكامنة المخزونة لدى الموظفين وتطويعها لتحقيق الإنتاج المسؤول بما يتميز على المنافسين والحلفاء الاستراتيجيين للمؤسسة عبر استخدام عناصر الذكاء العاطفي، القائد المبدع هو القادر على جمع الأفكار الجديدة مع بعضها البعض بطريقة فردية تنظم علاقتها غير المترابطة، وجعلها بؤرة إبداع، والدور "القيادي ينبثق من كون القائد المبدع هو الذي يرى المشكلة وقراءتها دون غيره وبطريقة مختلفة". وهنا يبرز القائد كما يلي: 
  1. القائد الذكي الذي يحدث معلوماته ويطور من مهاراته ويبدع في اختيار الوسائل القيادية . 
  2. القائد المهتم بشرائح الجمهور المتعدد ويبدع غي تحقيق تطلعاتهم ورغباتهم 
  3.  القائد الملهم من خلال كونه النموذج الفاعل المؤثر والرمز المثالي المبدع لمرؤوسيه . 
  4.  القائد الاب والاخ والمستشار من خلال قربه على دوائر العمل ضمن مؤسسته وتذليل المشاكل والصعوبات . 
  5. القائد الحكيم من خلال ادارته للازمات والمخاطر بحنكة وحكمة وتخطيط استراتيجي دقيق واستخدام مذهب الحوكمة والياتها 
  6.  القائد الموجه الذي يستخدم التوجيه الدوري والفجائي لمرؤوسيه والتحليل المنهجي . 
  7.  القائد المعلم الذي يعلم مرؤوسيه اكثر ما يحاسب مع التلويح بالحساب عند الإهمال . 
  8. القائد الاستراتيجي والاستشرافي الذي يعمل على تحقيق الأهداف ويسعى لتقليص الكلف . 
  9. القائد القادح الذي يستنفر مواهب ومهارات وقدرات مرؤوسيه والعمل كفريق . 

الخاتمة 

إن استقرار ومرونة النمط القيادي السائد استخدامه في أي بيئة وإمكانية تنميته وتطويره من قبل القادة عند القيام بإصدار التوجيهات واتخاذ القرارات يحدد مستوى الطموحات المشتركة والنضج القيادي الذي يتمثل في مدى نشاط وحيوية القائد ومرؤوسيه وحماسهم وإصرارهم على تحقيق الغايات. 

إلا أن هذا قد لا يتحقق بالكفاءة المطلوبة، وذلك للبعد عن التركيز على الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل والاهتمام بالنتائج دون التفاصيل. وغياب الرشد في القرارات وعدم الاعتماد على بيانات دقيقة في إصدارها، والمركزية الشديدة وعدم تفويض السلطة بما يوازيها من مسئوليات وعدم الرغبة في تنمية وتطوير القوى البشرية العاملة، ومجانبة تنمية الرقابة الذاتية لدى المرؤوسين. 

وتفشي الاتكالية والاعتماد على عناصر محدودة في إنفاذ المهام وتحقيق الأهداف مما يفضي إلى انخفاض الإنتاجية وضعف الكفاءة الفاعلية. مما يوحي بضرورة العمل على رفع مستوى النضج القيادي لدى القادة بتخطيط وإعداد البرامج القيادية التي تسهم في تهيئة وتنمية الكوادر القيادية الفاعلة والتي يفترض تصميمها من قبل خبراء للتنمية وجهات متخصصة تضطلع بتصميم البرامج التطورية في المجال القيادي، وحسن اختبار القادة والتأكد من توافر خصائص القائد الفعال بمن يتم اختياره للقيادة، وإتاحة الفرصة للشباب بتبوؤ مراكز قيادية، ومراعاة المستوى التعليمي المتخصص إلى جانب الخبرة وفتح قنوات الاتصال وتبادل المعلومات بين القادة وتوفير الاستقرار الذي يوطد العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين وينعكس على معطيات التنمية في المجتمع. 

من خلال بحثي في مصادر المعرفة و المواقع العلمية المختلفة اتضح ان هناك تغييرات محتملة في العقد المقبل والتي سوف تؤثر على الأرجح على نظرية القيادة وممارساتها. وهي: 
  • تغيير المجتمع. 
  • التطورات التكنولوجية 
  • زيادة أعداد السكان في سن التقاعد 
  • تزايد اعتماد الاقتصادات العالمية على بعضها 
  • زيادة التباين في الدخول 
  • التغيرات المناخية 
  • عدم اليقين، كلها عوامل تسهم لا محالة في تغيير العالم الذي نعمل به. 
  • وتغيير طبيعة العمل: إن الطرق التي نعمل من خلالها تتغير، حيث نرى بالفعل مزيدا من أنماط العمل المختلفة وتراجع الأمان الوظيفي. 
  • وإخضاع القادة لتدقيق أكبر: سيحتاج القادة وعلى نحو متزايد إلى الفوز بثقة المرؤوسين في العمل، وأن يكونوا دائما على استعداد دائم لمشاركة مرؤوسيهم في الأوقات العصيبة. 
الاسمبريد إلكترونيرسالة