-->
U3F1ZWV6ZTM3MDQyMzIyMTQ4X0FjdGl2YXRpb240MTk2Mzg0MDI2MTg=
recent
مقالات

التحليل الموضوعي و التصنيف

التحليل الموضوعي و التصنيف

التحليل الموضوعي و التصنيف

لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات ثورة هائلة في زيادة حجم المعلومات التي توجد على شبكة الانترنت مما صعب في السيطرة على هذا الكم من المعلومات والمعارف ، وعدم قدرة مؤسسات المعلومات على القيام بعملية الوصف الموضوعي التي تعتمد على القوائم المقيدة أو اللغات المقيدة ، المتبعة في عملية التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات . 

كما أنه هذه الطريقة لم تعد كافية لملاحقة كل ما ينشر على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ، مما شجع على التفكير في إيجاد نظاماً يسمح لمشاركة الجميع في عملية وصف المعلومات المتاحة بما سهل من عملية تنظيمها وتسهيل الوصول إليها . 

وسوف نستعرض في هذا البحث أحد أهم الموضوعات التي تؤرق القائمين على عملية تنظيم المعرفة وتسهيل الوصول إليها واسترجاعها بأبسط الصور ، حيث سنتناول التحليل الموضوعي والتوجهات الحديثة التي طرأت عليه وأهم أدواته وتقنياته في البيئة الرقمية 
  • مفهوم التحليل الموضوعي ومفهوم التصنيف
  • مميزات الفهرس الموضوعي وعيوبه
  • الفرق بين التصنيف ورؤوس الموضوع
  • التحليل الموضوعي وادواته

مفهوم التحليل الموضوعي وأهميته:

تزخر العديد من الكتب والمقالات التي تطرقت لمفهوم التحليل الموضوعي ومن ذلك ما ذكره (شاهين 2004) في تعريفه للتحليل الموضوعي بأنه “تلك العمليات الهادفة للتعريف بالمحتوى الموضوعي لمصادر المعلومات وإنشاء أدوات البحث والوصول للمصادر عن طريق المدخل الموضوعي” كما عرفه (م. عبدالهادي 2009) أيضا بأنه “ذلك الجزء من عملية تنظيم المعلومات الذي يتعلق بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمصادر المعلومات” ويعرفه كلا من (الزهيري و عبدالواحد 2016) بأنه “وصف لمحتويات الكتاب الفكرية او الموضوعية من خلال استخدام اللفظ أو الكلمات التي تعبر عن الموضوع الذي من خلاله تتجمع تحته في الفهرس أو الكشاف كل البطاقات الخاصة بمختلف اوعية المعلومات التي تعاج الموضوع لإظهار مصادر المعلومات المتوفرة في المكتبة أو مركز مصادر التعليم” وتعرفه (بامفلح 2011) أيضا بأنه “عملية فحص الوثيقة من خلال المفاهيم التي تحتويها والتعرف الدقيق عليها لفرض استقبالها بشكل واضح واختيار الواصفات المناسبة لها” ويعرف كلا من (السريحي و شاهين 2002) التحليل الموضوعي بشكل اوسع على أنه “كشف لما يحتويه وعاء المعلومات من مفاهيم و أسماء و أماكن و أفكار أو معلومات فيدل على مكانها و يحيل إليها بأرقام الصفحات أو الأعداد أو المجلدات أو بأي شيء يدل على مكانها حتى يتم الوصول إليها” ويمكن ان يتسع مفهوم التحليل الموضوعي كما ذهب اليه (بدر، عبدالهادي و متولي 2001) بأنه “يعنى بناء المصطلحات و التكشيف الموضوعي، و المقصود ببناء المصطلحات بناء الأدوات كالتصانيف و قوائم رؤوس الموضوعات و المكانز و هذه الأدوات تصمم لتسهيل تنظيم و استرجاع المعلومات.

الهدف من التحليل الموضوعي: 

ومن الأهداف الرئيسية للتحليل الموضوعي 
  1. الوصول إلى جميع المواد ذات العلاقة بواسطة الموضوع. 
  2. إيجاد مدخل لأي مجال موضوعي في أي مستوى من مستويات التحليل. 
  3. توفير مدخل للوثيقة من خلال أي مفردات شائعة. 
  4. إظهار الترابط بين الموضوعات. 

مفهوم التصنيف 

التصنيف هو عبارة عن عمليّة تمييز الأشياء بعضها عن بعض وترتبيها وتقسيمها وفق تشابهها إلى مجموعات حيث يضمّ كل صنف مجموعة من الوحدات المشتركة مع بعضها البعض في صفات أو خواص معينة، ولهذا المفهوم استخدامات عديدة في حياتنا مثل تصنيف الأقمشة الصوفيّة وتمييزها عن الأقمشة القطنيّة على سبيل المثال بالإضافة إلى الترتيب المتّبع في تنظيم الأدوات والأطعمة المختلفة في مراكز التسوّق، ومحلات السوبر ماركت، في هذا المقال سنتحدّث عن مفهوم التصنيف. 

يشار إلى أنّ التصنيف في المكتبات مبني على تقسيم المعرفة البشرية إلى موضوعات متباينة مع إعطاء رمز معيّن لكلّ موضوع من المواضيع، وذلك من خلال إبراز الموضوعات البشريّة بطريقة تساعد على ترابطها معاً بحيث تتقدم الموضوعات العامة عن تلك الخاصة مع مراعاة علاقة كل موضوع بالموضوع الذي يليه. 

فوائد التصنيف 

توفير الوقت والجهد وتنظيم المكان وحسن استغلال المساحات، حيث إنّ التصنيف والترتيب في الأمور المتعلقة بالمنزل على سبيل المثال تساهم في الحصول على مكان نظيف ومرتب وهادئ. تسهيل الحصول على المادة المطلوبة، سواء كانت هذه المادّة هي عبارة عن معلومة، أو كتاب، أو المواد الموجودة في السوبر ماركت فلولا أنّها مصنفة ومرتبة لكان من الصعب للإنسان الحصول على حاجاته المختلفة. 

فوائد التصنيف في المكتبات 
  1. وضع حدود محدّدة لمعرفة أصول المعرفة وفروعها المختلفة. 
  2. سرعة وصول القراء إلى المواد المطلوبة وتسهيل الحصول على المعلومة. 
  3. توفير وسيلة مثالية لتنظيم الكتب وترتيبها. 
أنظمة التصنيف المتبعة في المكتبات تصنيف المصادر حسب طبيعتها في هذا النظام يتم تصنيف المواد التي تشترك مع بعضها البعض معاً كالتالي: 
كتب المراجع، حيث يتم وضعها في قسم خاص لأنّها لا تُعار ولأنّ لها استخدامات خاصّة. 
الدوريات. 
المخطوطات والكتب النادرة حيث تصنف في قسم خاصّ لندرتها ولمكانتها العلميّة. 
التسجيلات الصوتيّة والمرئيّة. كتب الأطفال حيث توضع في قسم خاص لشكلها وألوانها المميّزة. 
الكتب الأجنبية. 
الكتب ذات الحجم الكبير. 
القصص والروايات. 

تصنيف ديوي العشري 

يعتبر هذا التصنيف من أشهر النظم المتّبعة في المكتبات حول العالم، وقد وضعه العالم الأمريكيّ ملفل ديوي، والمبادئ التي بُني عليها النظام هي كالتالي: الشموليّة في استيعاب كافة المواضيع. تقسيم المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام، ثمّ تقسيم كل قسم إلى عشرة فروع، ثمّ تقسيم كلّ فرع إلى عشر شعب وهكذا. اتّباع قاعدة معيّنة للترقيم بحيث لا يقلّ الرمز لأيّ موضوع عن ثلاثة أرقام. اتّباع أسلوب الهرميّة في تقسيم المعارف البشريّة حيث تقسّم من المواضيع العامّة نزولاً حتّى الوصول إلى المواضيع الخاصّة. 

الفهرس الموضوعي 
وهو ذلك الفهرس الذي ترتب فيه المداخل الفبائياً تبعاً لرؤوس الموضوعات ويفيد هذا الفهرس في بيان ما في المكتبة أو مركز المعلومات من مواد مكتبية تبحث في موضوع معين، فإذا أراد الباحث أو القارئ معرفة ما في المكتبة أو مركز المعلومات من مواد مكتبية في موضوع البترول مثلاً فما عليه إلا أن يستشير فهرس الموضوع الفبائياً تحت حرف الباء ليجد جميع المداخل (البطاقات) التي تتعلق بهذا الموضوع. 

عيوبه 
  • التفسح بين اجزاء الموضوع الواحد بسبب الترتيب الهجائي 
ويطلق في العادة على الفهرس الذي يحوي هذه الأنواع الثلاثة متفرقة الفهرس المجزأ، فهو فهرس يحوي فهرس المؤلف وفهرس الموضوع وفهرس العنوان مستقلة بعضها عن بعض. 
  • يفقد الترابط والمنهجية والتي يتمتع بها الفهرس المصنف. 
مميزاته 
  • بسيط ويسهل على القارئ استخدامه. يعبر عن الموضوع بألفاظ فالرؤوس اللفظية واضحة ومفهومة. 

الفرق بين التصنيف رؤوس الموضوعات 

قواعد اختيار رؤوس الموضوعات
الاستعمالات اللغوية الشائعة لرؤوس الموضوعات 
ينبغي استخدام المصطلح الشائع الاستخدام في المجال الذي تخدمه المكتبة وبين القراء . فيمكن استخدام رأس الموضوع " النقود " في مكتبة عامة بينما في مكتبة خاصة ( ككتب معهد متخصص في دراسة الأثار ) يمكن استخدام رأس الموضوع بمرادف أخر هو النميات والمسكوكات والتسميات الثلاث تعني دراسة العملات على مر التاريخ . ويلاحظ انه عند استخدام المصطلح الشائع تعد بطاقة إحالة من المصطلح العلمي الى المصطلح المستخدم . ويجب على المفهرس عند اختياره لرؤوس الموضوعات الشائعة أن يضع في الاعتبار التطورات في الاستعمال اللغوية التي يمكن أن تؤثر في الفهرس الموضوعي عند استخدامه لمصطلحات جديدة , هذه المصطلحات أو التسميات الجديدة واستبعاد الرؤوس القديمة . 

استخدام لغة واحدة لرؤوس الموضوعات 
يجب ان تكون رؤوس الموضوعات في الفهرس بلغة واحدة بقدر الإمكان , أما في حالة عدم وجود كلمة في اللغة تصلح لوصف الموضوع فإنه يسمح للمفهرس باستعمال مصطلح مناسب من لغة أخرى . ويفيد استخدام لغة واحدة لرؤوس الموضوعات المكتبات , حيث أن استخدام أكثر من لغة لرأس موضوع واحد يؤدي الى بعثرة كتب الموضوع الواحد في أماكن متفرقة في الفهرس كما هو الحال في المكتبات العربية التي تفضل فصل فهارس اللغات المكتوبة بالحروف اللاتينية عن حروف الفهارس اللغات المكتوبة بالحروف الاخرى , وفي هذه الحالة تعد رؤوس الموضوعات في فهارس المواد العربية باللغة العربية , بينما تعد الرؤوس من فهارس المواد الأجنبية باللغات الإنجليزية والفرنسية .. الخ . وبواحد من هذه اللغات الشائع استخدامها في المكتبة . 

تثبيت رأس موضوع واحد كرؤوس الموضوعات 
يجب تثبيت اللفظ المختار كرأس للموضوع ووضعه كمدخل لجميع الكتب والمطبوعات التي تتناوله , حتى وإن استخدمت الكتب ألفاظاً اخرى في عناوينها مع إعداد الإحالات من تلك المصطلحات الى ذلك المصطلح ( الرأس ) المختار . مثل نظارات وعوينات , فإذا اخترنا نظارات كرأس موضوع فإنه يجب إعداد إحالة من العوينات الى النظارات وهكذا . ويجب الأخذ ببعض الاعتبارات عند اختيار مصطلح من بين مصطلحات مترادفة مع إعداد الإحالات اللازمة منها, تفضيل المصطلح الأكثر استخداماً الذي يجعل الموضوع مجاوراً لموضوعات أخرى متصلة به . هذا الى جانب ضرورة توضيح بعض الرؤوس المستخدمة بأكثر من معنى بين أقواس بعد الرأس للتفرقة بينه وبين غيره من الرؤوس المستخدمة في الفهرس بمعنى أخر .مثال : النقد (العملة) ,النقد ( للكتب). 

التخصيص في رؤوس الموضوعات 
" ضع الكتاب أو المطبوع أو المؤلف تحت رأس الموضوع المخصص الذي يدل عليه .. وليس تحت رأس أعم يضم تحته الموضوع الأخص ". وذلك لأن الوصول عن طريق الرأس العام معناه أن ذلك الرأس سوف يضم تحته : كل المؤلفات العامة التي تلابسه . 

العوامل التي تؤثر في اختيار رؤوس الموضوعات: 

  • عدد الكتب. 
  • نوعية المكتبة عامة ام متخصصة . 
  • نظام المكتبة نظم الأرفف المفتوحة ام مغلقة . 
  • طبيعة القراء المترددين علي المكتبة. 

الفرق بين الفهرسة الوصفية والفهرسة الموضوعية أو التحليل الموضوعي 

الفهرسة نوعان 
الفهرسة الوصفية 
وهي التي تختص بوصف الكيان المادي أو الملامح المادية لمواد المعلومات بواسطة مجموعة من البيانات مثل اسم المؤلف وعنوان مادة المعلومات وطبعتها ومكان نشرها واسم الناشر وتاريخ النشر وتعداد المادة وغير ذلك من الصفات التي تجعل من السهل التعرف على مادة المعلومات وتحديد ذاتيتها وتمييزها عن غيرها من المواد أو تميز طبعة معينة منها عن غيرها من الطبعات 

الفهرسة الموضوعية 
وهي التي تخص بوصف المحتوى الموضوعي لمواد المعلومات بواسطة رؤوس الموضوعات أو أرقام التصنيف بحيث يمكن تجميع المواد عن نفس الموضوع في مكان واحد ثم يتم بعد ذلك عقد مقارنة بين التحليل الموضوعي أو رؤوس الموضوعات وبين التصنيف. 

التصنيف 

  • يرتب جزئيات المعرفة البشرية ترتيبا منطقيا يتداعى من الأعم إلى العام إلى الخاص فالأخص 
  • يحافظ على صلات الرحم والعلاقات القربى بين جزئيات المعرفة ومن ثم لا يحتاج إلى إحالات للربط بينه 
  •  يعبر عن موضوعات الأوعية وجزئيات المعرفة قد تكون نقية على شكل حروف فقط أو أرقام فحسب وقد تكون مزيجا بين الاثنين ويكون لكل موضوع رقم واحد لا ينازعه فيه موضوع آخر 
الترتيب المنطقي لجزئيات المعرفة يؤدي بالضرورة إلى وجود كشاف هجائي لتيسير الوصول إلى أي منها داخل الجداول ، يحتاج في تطبيقه إلى خبرة خاصة من جانب المفهرسين ويحتاج في استرجاع عناصره إلى ألفه من جانب المستفيدين ويصعب على غير المتخصص استخدامه والإفادة منه يؤدي استخدام التصنيف داخل المكتبات ومراكز المعلومات إلى أداة استرجاع معقدة هي الفهرس المصنف ، يمكن بسهولة استخدام التصنيف لترتيب الأوعية على الرفوف بنفس ترتيب مداخل الفهرس المصنف ، لا يمكن تصنيف الوعاء الواحد إلا برقم تصنيف واحد مهما تعددت الموضوعات التي يضمها الوعاء ، يعتمد التصنيف أساسا على أداة سابقة تسمى خطة التصنيف ضمانا للتوحيد وسلامة الأداء ، تتفاوت خطط التصنيف تبعا للنظر إلى المعرفة البشرية ولا تشكل لغة الوعاء أي مشكلة في استخدام أية خطة تصنيف لأن الرمز لغة دولية تتخطى الحدود اللغوية وتتجاوزها 

رؤوس الموضوعات 

ترتب جزئيات المعرفة البشرية ترتيبا هجائيا بحيث تقف جميعا على قدم المساواة تشتت وتبدد العلاقات الطبيعية بين جزئيات المعرفة تحت وطأة الترتيب الهجائي ومن ثم تحتاج إلى إحالات للربط بينها ، تعبر عن موضوعات الأوعية وجزئيات المعرفة بكلمات أو ألفاظ ومن هنا قد تتعدد طرق التعبير وللتغلب على ذلك فلابد من إعداد إحالات انظر حيث تثبت صيغة واحدة ويحال إليها من الأخريات 
  • الترتيب الهجائي لجزئيات المعرفة وإنفصلهم على العلاقة بينها يؤدي بالضرورة إلى وجود شبكة إحالات مستفيضة كخطوط اتصال فيما بينها 
  • لا تحتاج في استرجاع عناصرها إلا إلى التمكن من معرفة كيفية ترتيب حروف الهجاء وقواعد الترتيب ومن ثم في استعمالها من جانب المستفيدين أمر سهلة 
  • يؤدي استعمال رؤوس الموضوعات في المكتبات ومراكز المعلومات إلى أداة استرجاع سهلة وبسيطة نسبيا هي الفهرس الموضوعي 
  • من غير المألوف أو العملي أن ترتب الأوعية برؤوس الموضوعات على الرفوف بينما ترتب مداخل الفهرس الموضوعي بها 
  • يمكن إعطاء الوعاء الواحد أكثر من رأس موضوع بحسب ما به من موضوعات مهما تعددت 
  • تعتمد رؤوس الموضوعات أساسا على أداة سابقة الاعداد والتجهيز تسمى قائمة رؤوس الموضوعات لنفس الغرض 
  • تتفاوت قوائم رؤوس الموضوعات بالدرجة الاولى حسب اللغات ومن هنا تشكل لغة الوعاء الأساس في استخدام القوائم إضافة إلى نوع وحجم المكتبة. 

التحليل الموضوعي وأدواته 

ويشير كلا من (الزهيري و عبدالواحد 2016) أن الغرض من التحليل الموضوعي هو الوصول الى جميع المواد الثقافية التي لها علاقة بالموضوعات وتوفير مستوى من مستويات التحليل واظهار الترابط بينهما ووصف المحتوى الموضوعي للمفردات الشائعة ويعتمد التحليل الموضوعي على ادوات تتمثل في: (المكانز، قائمة رؤوس الموضوعات خطط التصنيف و التكشيف والاستخلاص)، ومن خلال ذلك يصل كلا من (الزهيري و عبدالواحد 2016) الى نتيجة مفادها أن التحليل الموضوعي هو جزء من الفهرسة الموضوعية والتحليل الموضوعي وهو جوهر وأساس العمل المكتبي والمعلوماتي والا فقدت المكتبات ومراكز المعلومات، وقاعدة من قواعد البيانات أساسي مطلوب وجودها وفاعليتها حيث يكون الاهتمام بالموضوع الذي يعبر عن محتوى الوثيقة وليس شكل الوعاء.

أدوات التحليل الموضوعي: 

بالإشارة الى ما ذكر ومن خلال ما كتب في أدبيات المكتبات ومراكز المعلومات عن التحليل الموضوعي وأدواته يمكننا تقسيم ادوت التحليل الموضوعي الى قسمين نجملها كالتالي: 

اولا: ادوات التحليل الموضوعي الحديثة وتشمل: 

(التوسيم، التصنيف الحر أو الفكسونومي، التكسونومي، الانطولوجي، البيانات المترابطة والويب الدلالي( 

ثانيا: أدوات التحليل التقليدية وتشمل: 

(المكانز، قوائم رؤوس الموضوعات، خطط التصنيف والتكشيف والاستخلاص) 

المزايا والعيوب: 

أشار (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت، 2009) أن من أهم مميزات الفوكسونومي ما يلي: 
  • يعكس فعليا المصطلحات التي يتم استخدامه من قبل الافراد المستخدمين لمصادر المعلومات. 
  • يعتبر بداية لتصميم نظام (مكنز)، حيث يعتبر نواة لبداية العمل على التنقيح والاستبعاد لتكوين مكنز جيد. 
  • المصطلحات التي يستخدمها الافراد قد تكون من الحداثة مقارنة بالمهنيين عند وضع المصطلحات لمصادر المعلومات، حيث أن الافراد يضعون المصطلحات يوميا أما المهنيين فغالبا ما يتم وضع المصطلح مرة واحد فقط ولا يتم التحديث بعدها. 
  • امكانية إضافة العديد من المصطلحات للتعبير عن مصدر واحد. 
  • إمكانية استخدام المستخدم للغته الخاصة التي يمكن بها وصف المعلومات بكلمات تعكس ثقافته. 
  • من السهل ادراج أي واصفات جديدة وتغييرها أو تحديثها. 
وأهم عيوب الفوكسونومي كما أشار اليها (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت، 2009) ايضا و تتمثل في: 

  • الخطأ في كتابة المصطلح مثال: (الجمل – الحمل) و (فرن – قرن) 
  • استخدام الكلمات الحديثة أو الاختصارات الحديثة والمستخدمة في الرسائل النصية عبر التلفون المحول أو الرسائل المرسلة عن طريق البريد الالكتروني 
  • استخدام بعض المواقع التي تستخدم تقنية الفوكسونومي لوضع المسافات بين الواصفات بجانب الحروف الكبيرة في اول الكلمة وهناك البعض الاخر الذي لا يستخدمها. 
  • تشابه بعض المصطلحات في طريقة الكتابة مع اختلاف المعنى مثال: المغرب (دولة) و المغرب (صلاة). 
  • استخدام اكثر من لغة واحدة للتعبير عن المحتوى من أكثر من شخص على اختلاف لغاتهم. 
التاكسونومي (Taxonomy): 

مفهومه وتعريفه وأهميته: 
يذكر (حسين، 2011) أن التاكسونومي كلمة يونانية، وهى عبارة عن دمج بين مصطلحين (Taxis) وتعنى التنظيم وكلمة (Nomos) وتعنى علم أو قانون. 

والتاكسونومى هو علم التصنيف متضمناً المبادئ العامة التي تقسم على أساسها الأشياء والظواهر إلى أقسام والتي تنقسم بدورها إلى أقسام فرعية ثم إلى تفريعات من الاقسام الفرعية وهكذا، كما أشارت اليه (فهمي، 2016). 

ويعرفها (Roperts, 1999) بأنها عبارة عن مصطلحات تزود الباحث كدليل للبحث وإظهار العلاقات بين المصطلحات بأشكال مختلفة. 

المزايا والعيوب: 
وتشير (فهمي، 2016) على أنه بالرغم من أن ابرز عيوب التاكسونومى هو التدخل البشرى في عملية بنائه وما يترتب عليها من انحياز قد يفتقد الموضوعية أحياناً فهذا التدخل البشرى يعد ميزة كبيرة تؤدى إلى رفع معدلات صلاحية المخرجات نظراً لارتفاع معدلات الاستدعاء، الامر الذى لا يكفله البحث بشكل جيد حيث يعاب على محركات البحث نسبة التشويش العالية ومعدلات التحقيق المرتفعة وخصوصاً مع حجم الإنترنت. 

الانطولوجي (Ontology): 
ينظر بصفة عامة الى الشبكة العنكبوتية العالمية (ويب) كما يشير اليها (احمد ا.، 2015) كمستودع ضخم يحوي الكثير من البيانات والمعلومات – غير المهيكله – وليست المعرفة. وقد اقتضى ذلك ضرورة تبني نموذج لتطوير أنظمة البحث والاسترجاع لتأخذ الطابع الدلالي بعين الاعتبار، وقد تمثل في تطبيقات وخدمات الويب الدلالي ومن بينها الانطولوجيا. 

مفهومها وتعريفها: 
يعود مصطلح الانطولوجيا الى اصل يوناني كما يشير الى ذلك (عالم ، 2010) ويتكون من كلمتين Onto وتعني الوجود، و Logei وتعني العلم وعلم الوجود هو تمثيل للمعرفة من قبل مجموعة من المفاهيم ضمن المجال والعلاقات بين هذه المفاهيم الأنطولوجيا ونظم ادارة المعرفة. 

أهميتها: 
ويقسم (احمد، 2013) الانطولوجيات الى الأنواع التالية: 
  • الانطولوجيا وعلاقتها بالحث والاسترجاع في بيئة الانترنت:
ان الباحث والمستخدم لأدوات الوصول للمعلومات المتاحة على شبك الانترنت يقع دائما تحت وطأة المعلومات المتجددة وكثرتها، وتحت وطأة الفوضى المعلوماتية في بيئة الانترنت، وكثرة وفوضى المعلومات تؤدي الى صعوبة في إيجاد المعلومات الهادفة والمفيدة وفي الوقت المناسب. 
  • دور الانطولوجيا في التغلب على فوضى وعشوائية المعلومات: 
قديما كان الاسترجاع والبحث قائما فقط على فهارس البطاقات ثم تطور ليصبح أكثر كفاءة في الاسترجاع بالاعتماد على الفهارس الالية ثم تطورت عمليات البحث والاسترجاع اكثر في بيئة المكتبات الرقمية لتكون قائمة على معايير الميتاداتا (مارك ودبلن، وأيضا النص الكامل). 
  • القواعد المرشدة في تصميم وبناء الانطولوجيات: 
  • (المجال والحدود، الهندسة والبناء، التصميم والعرض). 
البيانات المترابطة (Linked Data): 
يعتبر (معوض، 2016) ان حركة البيانات المترابطة Linked data Movement اتجاها جديدا نسبيا على شبكة الانترنت، من بين امور أخرى، تمكن مقدمي البيانات المتنوعة من نشر محتواها بطريقة قابلة للتشغيل المتبادل ومفهومة اليا. وتبدوا المكتبات في جميع انحاء العالم تبني التقنيات المترابطة التي تجعل محتواها في متناول كل البشر واجهزة الحاسبات. 

مفهومها وتعريفها: 

تشير (حسن، 2016) الى أن المقصود بالبيانات المترابطة Linked data ربط البيانات على الشبكة العنكبوتية عن طريق استخدام تقنيات الشبكة العنكبوتية للربط بين البيانات الواردة من نظم غير متجانسة أو من مواقع مختلفة داخل بيئة واحدة، ويقصد بها من الناحية التقنية طريقة لنشر البيانات على الشبكة العنكبوتية بصورة تكفل للتطبيقات والبرمجيات القدرة على فهمها ومن ثم تحقيق التكامل من خلالها. 

الويب الدلالي (Semantic Web): 
يعزو (احمد ه.، 2013) التشابه الحالي الذي ظهر بين علم المكتبات والمعلومات وبين شبكة الانترنت نتيجة تطور مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات، وانتقالها من خاصية التملك والزام المستفيدين بالذهاب اليها، الامر الذي جعل سياسة المكتبات ومراكز المعلومات تتمثل في الوصول بمصادرها ومواردها الى المستفيدين أينما كانوا وفي أي وقت، وهذا ما تقدمه شبكة الانترنت التي تعتبر الان من المصادر الغنية بما تحتويه من مصادر معلومات بمختلف أنواعها واشكالها، فلم يشهد العالم منذ بدء التاريخ بوجود كيان واحد يزخر بشتى فروع المعرفة مثل شبكة الانترنت التي عجزت منذ ظهورها عن تنظيم ما تحتويه من مصادر معلومات في حين ان مؤسسة المكتبات ومراكز المعلومات منذ ظهورها وهي تقوم بتقديم وتطوير خطط لتنظيم وترتيب مصادر المعلومات التي تحتويها مهما كانت كمياتها وانواعها، وهذا الذي استدعى ظهور الويب الدلالي. 

مفهومه وتعريفه: 
عرف معجم W3C (W3C, 2011) الويب الدلالي بأنها شبكة بيانات بمعنى أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات ويتطلب الوصول لهذه الطريقة من التفسير والفهم للبيانات الاستعانة بالأنطولوجي (Ontology) والذي يعرف على أنه طريقة لتمثيل المفاهيم وذلك عن طريق الربط بينها بعلاقات ذات معنى ، حتى تسهل ربط الأشياء الموجودة بعضها البعض ولفهم أوسع للمفاهيم المختلفة. 

وتعرفه (الهزاني، 2011) بأنه تلك التطبيقات التي صممت بحيث تكون قادرة على فهم وترميز صفحات الويب بمعنى أن التطبيق يفهم أن ترميز ما في صفحة الويب هو عنوان بريد؛ وذلك من خلال فهمه لنمط ترميز العنوان ، وهنا يبرز سؤال عن الكيفية التي يتعرف فيها التطبيق على أنماط معينة. 

المزايا والعيوب: 
يتميز الويب الدلالي بعدة مزايا ومن هذه المزايا التي اشارت اليها (البسيوني، 2013) بما يلي: 
  • يدعم الاستكشاف الفعال للمصادر. 
  • يحقق تكاملية الأداء. 
  • يقدم حلولا تدعم مشكلات التشغيل البيني، والتي لا يمكن حلها بالاعتماد على تقنيات الويب الحالية. 
  • يساعد في تحويل الويب الحالي من مجرد مستودع ضخم الى أشكال مختلفة ومتنوعة من البيانات والمعلومات والمقاطع المتراكمة بشكل عشوائي الى بيئة معرفية منتظمة. 

ثانيا: أدوات التحليل الموضوعي التقليدية: 

المكانز: 
تعد المكانز أحد أهم أدوات استرجاع المعلومات التي ظهرت نتيجة الانفجار المعلومات وتطور وتعدد وسائل نشرها بالإضافة إلى تعقيد اهتمامات المستفيدين وتشعبها وتعدد لغاتها. 

وعرفها (عبدالهادي م.، 1978) من الناحية الوظيفية على أنها أداة لضبط المصطلحات الطبيعية وتحويلها إلى لغة نظام ، و من حيث البناء فهي مفردات مقيدة وديناميكية لمصطلحات متصلة مع بعضها العض دلالياً وتجانسياً لتغطي أحد حقول المعرفة. 
كما عرفه (Structure, 1974) المعهد القومي الأمريكي للمواصفات بأنه "تجميع للكلمات والجمل يظهر علاقات الترادف، والعلاقات الهرمية، وغيرها من العلاقات والتوابع ووظيفته الإمداد بلغة مقننة لاختزان المعلومات واسترجاعها". 
ويتميز المكنز بأنه يحتوي على تبيان واضح لعلاقات المفهوم سواء مصطلح أعم أو أضيق أو مترابط. 

من وظائف المكنز كما عددها (الحماد، 2009) ما يلي: 
  •  يسمح للمكشف بوصف المعلومات أن يصف المادة الموضوعية أو المعلومات التي تحتويها الوثائق بطريقة ثابتة وموحدة من وجهات نظر فنية متعددة. 
  • يعمل على إيجاد توافق بين المصطلحات التي يستخدمها الباحث والمصطلحات التي يستخدمها أخصائي المعلومات 
  • يعمل على إمداد الباحث بالوسائل التي تمكنه من أن يعدل من استراتيجية البحث من أجل تحقيق درجة استدعاء عالية ومحكمة وذلك حسب الظروف المتنوعة. 
  • يساعد على فهم بناء المجال حيث أن المكنز يعمل على تقديم خريطة لمجال معين من مجالات المعرفة تبين كيفية اتصال المفاهيم بعضها ببعض. 
  • يعمل على تسهيل عملية البحث العريض إذ أنه يقوم بتحضير المصطلحات المتصلة مع بعضها البعض. 
  • توفير وقت الباحث وجهده في التفكير أثناء عملية البحث عن المصطلحات المتصلة. 

التكشيف والاستخلاص: 

التكشيف والاستخلاص فيشير اليها (قاسم، 2007)أما الاستخلاص فهو عملية التحليل من أجل تقديم ما تشتمل عليه مصادر المعلومات من معلومات مناسبة وبأقل عدد من الكلمات ، فإنه يعد في كثير من الأحيان بديلاً عن المصادر الأصلية إلا أن المستخلص لا يكون مساوياً في الحجم لمصدر المعلومات الأصلي. 


الاسمبريد إلكترونيرسالة