-->
U3F1ZWV6ZTM3MDQyMzIyMTQ4X0FjdGl2YXRpb240MTk2Mzg0MDI2MTg=
recent
مقالات

نظم المعلومات ومصادر التعليم

نظم المعلومات ومصادر التعليم


نظم المعلومات ومصادر التعليم

المقدمة: 
ببليوجرافيا Bibliography  ‏ من الكلمات غير العربية التي دخلت إلى اللغة العربية معربة في العصر الحديث، وقد جاءت هذه الكلمة أصلا من اللغة اليونانية وهي مركبة من كلمتين هما: Biblion كتيب وهي صورة التصغير للمصطلح Biblios بمعني كتابة، وكلمة Graphia وهي اسم الفعل المأخوذ من Graphein بمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوجرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصر الإغريقي وحتى القرن السابع عشر "نسخ الكتب" وظلت تحمل نفس المعنى حتى تحول مدلولها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر من "نسخ الكتب" أو" كتابة الكتب" إلى "الكتابة عن الكتب. 

إذن الببليوجرافيا كلمة تتكون من مقطعين ببليو معناها كتاب وجرافيا تعني وصف ولهذا فإن أبسط تعريف للكلمة هو وصف الكتب. 
والببليوجرافيات هي البيانات، فالببليوجرافيا مثل اسم المؤلف، وعنوان الوعاء، والطبعة، وبيانات النشر، وعدد الصفحات، وعن أوعية المعلومات سواء أكانت نوعية واحدة فقط أو عدة نوعيات معا. 

وقد جرت محاولات عربية بديلة لكلمة ببليوجرافيا مثل كلمة وراقة وكلمة ثبت حيث لم تلق الكلمات البديلة قبولا لدى المكتبين العرب فبقيت الكلمة ببليوجرافيا هي المستخدمة. 

وقد عرف قاموس أكسفورد الإنجليزي "ببليوجرافيا" بأنها (نسخ أو كتابة الكتب، أي بمعنى وصف وتاريخ الكتب من ناحية التأليف والطباعة والنشر وغير ذلك، وقائمة بالكتب الخاصة بمؤلف أو ناشر أو وطن أو فكرة معينة أو موضوع معين) 

تشتمل القائمة الببليوجرافية في العادة علي حصر شامل أو غير شامل به بيانات ببليوجرافية عن مصادر المعلومات المستقلة مثل الكتب أو الرسائل الجامعية أو الدوريات وغير ذلك، وقد تقتصر الببليوجرافية على نوع واحد مثل الكتب وقد تغطي نوعين أو أكثر من أنواع مصادر المعلومات، وهي قائمة مرتبة وفقا لنظام ما بالمصادر الخاصة بموضوع معين أو شخص معين أو تلك الصادرة في فترة زمنية معينة أو في مكان محدد. 

وسوف اتناول في بحثي نظم المعلومات ومصادر التعليم عدة نقاط هامة وهي : 
  • ما هي المعلومات 
  • أشكال و أنواع المعلومات 
  • خصائص المعلومات 
  • ما هي مصادر المعلومات 
  • أهمية مصادر المعلومات 

مفهوم مصادر المعلومات 

المعلومات 
أصبح للمعلومات دورٌ كبيرٌ ومهم في جميع نواحي الحياة، وخاصةً النواحي العلميّة، حيث تعتمد عليها عمليات اتخاذ القرارات ، فكلما كانت هذه المعلومات صحيحةً ودقيقة فإن القرارات المعتمدة عليها تكون على درجة عاليةً من الصحة والدقة. 

تعريف المعلومات 
المعلومات لغةً: مُشتقة من الفعل علم، وتدل على الإحاطة ببواطن الأمور والوعي، والإدراك. 
المعلومات اصطلاحاً: هي البيانات التي عولجت لتصبح ذات معنى ومغزى مُعيّن لاستعمال مُحدّد، لأغراض اتخاذ القرارات، وبذلك يمكن تداولها، وتسجيلها، ونشرها، وتوزيعها، فى صورة رسميّة أو غير رسميّة وفي أي شكلٍ، لأنها تكون حقائق ينتهي إليها البحث العلميّ بعد عدة مراحل من التنقيب، والاستقصاء، والاستقراء، والتجارب التي بُنيت على المنهج العلميّ. 

أشكال وأنواع المعلومات 

المعلومات التطويرية أو النمائية: 
هي المعلومات التي تفيد في تحسين المستوى العلميّ والثقافيّ للإنسان، وتوسيع مداركه، مثل قراءة كتاب أو مقال والحصول على مفاهيم وحقائق جديدة الغرض منها تحسين المستوى العلمي والثقافي للإنسان وتوسيع مداركه. 

المعلومات الإنجازيّة: 
هي المعلومات المخصوصة التي تفيد الإنسان في إنجاز عملٍ، أو مشروع، أو اتخاذ قرار. وهي المعلومات التي يحصل الإنسان من خلالها على مفاهيم وحقائق تساعده على إنجاز عمل ما. 

المعلومات التعليميّة: 
هي المعلومات التي يتلقاها الطلبة خلال مراحلهم الدراسيّة الأكاديميّة. وهذه تتمثل في قراءة الطلبة في مراحل حياتهم العملية للمقررات الدراسية والمواد التعليمية. 

المعلومات الفكريّة: 
هي الأفكار والنظريّات والفرضيّات التي يضعها الإنسان حول العلاقات التي من الممكن أن توجد بين عناصر المشكلة المختلفة. 

المعلومات البحثيّة: 
هي المعلومات التي يحصل عليها الإنسان من تجاربه الشخصيّة، أو تجارب الآخرين سواءً كانت تجارب معمليّة أو حصيلة أبحاث أدبيّة، وتشمل التجارب نفسها، وإجراءها، ونتائج الأبحاث، وبياناتها. 

المعلومات الأسلوبية النظاميّة: 
هي المعلومات التي تُساعد الباحث على إنجاز بحثه بشكل أكثر دقة، وتشمل الوسائل التي تستعمل للحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة. والأساليب العلمية التي تمكن الباحث من القيام ببحثه بشكل أكثر دقة 

المعلومات السياسيّة: 
هي المعلومات التي تخصُّ المواضيع السياسيّة، وعمليّات اتخاذ القرار. 

المعلومات التوجيهيّة: 
هي المعلومات التي يحصل عليها الإنسان من خلال توجيهات الآخرين. 

خصائص المعلومات 

  1. القدرة على التشكيل أو إعادة الصياغة. 
  2. إمكانيّة نقلها عبر مسارات مُحدّدة، أو بثّها للجميع. 
  3. القدرة على دمج كمٍّ هائل من المعلومات معاً. 
  4. الوفرة، ولذلك أخذ منتجوها يضعون القيود على انسيابها لجعلها سلعةً تخضع لقوانين العرض والطلب. 
  5. عدم تأثُّرها بالاستهلاك، بل على العكس، فهي عادةً ما تنمو مع زيادة استهلاكها. 
  6. سهولة النسخ بوسائل يسيرة وبسيطة، وتوجد في متناول يد الجميع، باستثناء المعلومات التي توضع عليها قيود كحقوقٍ للملكية. 
  7. القدرة على تصحيح المعلومات الخاطئة من خلال تتبُّع المسارات التي مرّت بها قبل الوصول إلى النتائج النهائيّة، وتصحيح الخاطئ منها. 
  8. عدم القدرة على الحكم القاطع بصحّة الكثير منها، فيشوبها عدم اليقين، والقابليّة للتغيير والنقض. 
  9. خاصية التميع والسيولة، فالمعلومات ذات قدرة هائلة على التشكيل (إعادة الصياغة)، فعلى سبيل المثال يمكن تمثيل المعلومات نفسها في صورة قوائم أو أشكال بيانية أو رسوم متحركة أو أصوات ناطقة. 
  10. قابلية نقلها عبر مسارات محددة (الانتقال الموجه) أو بثها على المشاع لمن يرغب في استقبالها. 
  11. قابلية الاندماج العالية للعناصر المعلوماتية، فيمكن بسهولة تامة ضم عدة قوائم في قائمة أو تكوين نص جديد من فقرات يتم استخلاصها من نصوص سابقة. 
  12. بينما تتسم العناصر المادية بالندرة وهو أساس اقتصادياتها، تتميز المعلومات بالوفرة، لذا يسعى منتجوها إلى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من (الندرة المصطنعة) حتى تصبح المعلومة سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب، وهكذا ظهر للمعلومات أغنياؤها وفقراؤها وأباطرتها وخدامها وسماسرتها ولصوصها. 
  13. خلافا للموارد المادية التي تنفذ مع الاستهلاك لا تتأثر موارد المعلومات بالاستهلاك بل على العكس فهي عادة ما تنمو مع زيادة استهلاكها لهذا السبب فهناك ارتباط وثيق بين معدل استهلاك المجتمعات للمعلومات وقدرتها على توليد المعارف الجديدة. 
  14. سهولة النسخ، حيث يستطيع مستقبل المعلومة نسخ ما يتلقاه من معلومات بوسائل يسيرة للغاية ويشكل ذلك عقبة كبيرة أمام تشريعات الملكية الخاصة للمعلومات. 
  15. إمكان استنتاج معلومات صحيحة من معلومات غير صحيحة أو مشوشة، وذلك من خلال تتبع مسارات عدم الاتساق والتعويض عن نقص المعلومات غير المكتملة وتخليصها من الضوضاء. 
  16. يشوب معظم المعلومات درجة من عدم اليقين، إذ لا يمكن الحكم إلا على قدر ضئيل منها بأنه قاطع بصفة نهائية. وتتغير المعلومات بمرور الزمن وفقاً لأهميتها 

مصادر المعلومات 

وتسمى أيضاً أوعية المعرفة أو المعلومات وكذلك المواد الثقافية، وهي جميع الطرق والوسائل التي يتم من خلالها بث المعلومات بكافة أنواعها من المرسل إلى المستقبل، كما أنّ مصادر المعلومات مما يقدم للباحثين في مراكز التعلّم والمكتبات، من معلومات جمعت ودرسة بشكل دقيق، ومصادر المعلومات يوجد لها العديد من الأشكال والأنواع. 

ما هي مصادر المعلومات 
علم المعلومات يمكن تعريف علم المعلومات على أنّه ذلك العلم الذي يُعنى بكافة العمليات المتعلقة بتخزين البيانات ونقلها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها والجمع بين العديد من المفاهيم والمصطلحات في شتى العلوم والمعارف الإنسانية، ومن أبرز الأمثلة على العلوم التي يهتم علم المعلومات بها: علم النفس، وعلم الهندسة، وعلوم الحاسوب، وعلوم اللغة، وعلم المكتبات، كما يدخل في إطار علم المعلومات استخدام كافة التقنيات ذات العلاقة بعملية نقل البيانات وتسجيلها واستخدامها وتوثيقها من مصادرها الخاصة، نظرًا لما شهدته الحياة الإنسانية من تطورات معرفية وتقنية هائلة، وذلك يقود إلى تعريف مصادر المعلومات. 

تعريف مصادر المعلومات: 
يمكن تعريف مصادر المعلومات على أنّها تلك المراجع التي تم العودة إليها من أجل الحصول على معلومة محددة من الشخص أو المكان التي تكونت هذه المعلومات في أصلها لضمان أن تكون هذه المعلومات سليمة، وتُسهم مصادر المعلومات في توضيح الصورة حول قضية ما أو حدث محدد من خلال إبداء معلومات واضحة تساعد على توضيح الرؤية للمستفيدين من المعلومات أو الباحثين عنها، ويدخل في تعريف مصادر المعلومات وجود عدد كبير من المصادر التي يمكن العودة إليها من أجل الحصول على المعلومات المطلوبة.

ونظرًا لحساسية بعض المعلومات وصعوبة الحصول عليها من مصادرها زادت أهمية مصادر المعلومات سواء كانت هذه المصادر تاريخية مثل الوثائق والمخطوطات التاريخية التي تم العثور عليها والتي تُعطي بعض المعلومات من واقع تاريخي بحت، أو من خلال البحوث والمنهج التجريبي الحديث، والتي تكون على شكل مجموعة من الدراسات النظرية أو العملية التي تُثبت بعض المعلومات أو تنفيها، كما ساهم تعدد مصادر المعلومات في زيادة البحث عن المصدر الذي يُعطي المعلومات الصحيحة، وتجنب تلك المصادر التي تُعطي معلومات مضللة أو مغلوطة أو معلومات لا تعكس الوقائع والأحداث الحقيقة التي تخص المعلومات المُشار إليها في تلك المصادر. 

أنواع مصادر المعلومات 

يدخل في تعريف مصادر المعلومات وجود أنواع مختلفة من المصادر التي تؤدّي بالباحث إلى الحصول على المعلومة الصحيحة التي يبحث عنها، كما تختلف تلك المصادر في نوعية المعلومات التي تطرحها.

بيان أنواع مصادر المعلومات: 

المصدر الابتدائي: 
يرتبط هذا النوع من أنواع مصادر المعلومات بالجانب التاريخي للمعارف والعلوم، ومن الأمثلة على المصادر الابتدائية: القطع الأثرية أو المستندات القديمة، أو التسجيلات الصوتية الأصلية، أو السير الذاتية للمؤلفين ومصادر المعلومات.

المصدر الثانوي: 
يمكن تعريف المصادر الثانوية كأحد أنواع مصادر المعلومات على أنّه ذلك المصدر الذي يختص بتوفير بعض المعلومات المتعلقة بالمصدر الأساسي أو الابتدائي، وتتضمن المصادر الثانوية مجموعة من التعاميم أو التحليلات أو التفسيرات التي تتعلق بالمعلومات الأصلية.

المصدر العالي: 
وهو ذلك النوع من أنواع مصادر المعلومات الذي يكون عبارة عن مجموعة المؤشرات والبيانات النصيّة التي تُوحِّد المعلومات الي يتم الحصول عليها من المصادر الأولية والمصادر الثانوية، حيث تكون بمثابة وسيلة مساعِدة للحصول على المصادر الأخرى للمعلومات.

أهمية مصادر المعلومات 
المعلومات التقليديّة الكتب: هُوَ أكثرُ المَصادِر انتشاراً ومُستَخدم لنقلِ المعلومة، وذلِكَ لِقُدرَةِ الكتاب على ضَمّ المعلومات بِكُلّ جوانِبِهِ وبالإضافةِ إلى انخفاض ثَمَنِهِ وسهولَةِ حَملهِ وتداولهِ مقارنةً بالمصادر المعلوماتيّة الأخرى، فَهُوَ مَصدَرٌ لا يُمكن الاستغناء عنهُ. 

الكُتب الدراسيّة: هِيَ الكُتُب (المَناهِج) التي تعطيها الجهة التعليميّة لِطلابِها على شَكلِ كُتُب، وهناكَ كُتب مدرسيّة كثيرة مِثل: والرياضيات، والعلوم، والإنجليزي، فَهُوَ مصدرُ مِن مَصادِر المَعرفة التي يتعلّم مِن خِلالها الطالب سواء كان فِي المَرحلةِ الدراسيّة أو الجامعيّة. 
المَراجِع : الكثيرُ مِنَ الكُتب التي تحتوي على المَراجِع لا تقرأ وإنّما لأخذِ المَعلومة ويكون كبير الحجم، وهذا هُوَ الفرق بَينَهُ وَبينَ الكتاب، لأنّ الكتاب يُقرأ مِن أوّلهِ إلى آخِره والمَرجِع فَقَط لأخذِ المَعلومَة، ومن أنواع المراجع مثل : الموسوعات : وَهِيَ أداةٌ مُستَخدَمة وسريعَة للحصولِ على المَعلومة وَهُوَ كتابٌ مَرجِعي يَضُمّ الكثيرَ مِنَ المَوضوعاتِ المَعرفيّة وَمُرتّبة ترتيباً هُجائيّاً. 
القَواميس والمَعاجِم : يَضُمّ القاموس مفرداتِ لغة مُعيّنة أو عدّةِ لغات يَتِمّ ترتيبها ترتيباً هِجائيّاً مَع وُجودِ الشّرح والتفسير. 
الرسوم البيانيّة : وهي تستخدم لشرحِ وتبسيطِ فكرةٍ معيّنة وعلاقات إحصائيّة. 
كُتُب الحقائق : يَرجِعُ الباحث إلى هذِهِ الكُتب للحصولِ على معلومَةٍ مُحدّدة، وتستخدَمُ هذِهِ الكتب فِي العلومِ البحتة والعلوم التطبيقيّة. 
مصادر المعلومات الصوتيّة والسمعيّة: وهذه المصادر تقوم على تسجيلِ الصوت أو صورة حركيّة باستخدام وسائل تكنولوجيا معيّنة، ومن هذه المصادر : 

المواد البصريّة : تعتمد هذه المصادر على حاسّة النظر لتوصيلِ المعلومة مثل (الصور، والدمى، وغيرها). 
المواد السمعيّة : تعتمد هذه المصادر على حاسّة السمع لتوصيلِ المعلومة مثل: الراديو والمسجلات. 
المواد السمعيّة البصريّة : تعتمد هذه المصادرة على حاسّتي السمع والبصر لتوصيل المعلومة مثل الأفلام المتحرّكة. 

يَقول العالم آينشتاين : قِمّةِ الإبداع هُوَ أن تعرف كَيفَ تُخفِي مَصادِرُك لأنّ المَصادر لها أهَميّةٌ كبيرة مِنها: 
التفوّق على الآخرين : الجميعُ يَسعى لتحقيقِ النّجاح والإبداع وهذا لا يٌمكِن إلاّ عَن طريق المصادر وإخفائِها عَنِ الآخرين. 
الرجوع إليها : قد يَقَعُ الشّخص لنسيانِ بَعضِ المعلومات ويحتاجُ إليها فَمِن خلال المصادر التي تخفيها يُمكِن أن تسترجعها وتفهَمها مِن جَديد. 
زيادَةِ المعرفة : كلّما زادَ مَصادِرُكَ العلميّة كلّما زادَت مَعرفتك وطريقتكَ لِحفظِ المعلومة دُونَ تعب، وهذا لا يتم سِوى بالتعلّم والبحثِ عَن طريق الإنترنت لإيجاد هذه المصادر والاستفادةِ منها. 
المَعرفَة بِحدّ ذاتها قوّة : مِنَ المَعروفِ أنّ المُتَفوّقين هُم أكثَرِ النّاس ثِقَةً فِي مجالِ تخصّصهم وعَمَلهم، وذلك لأنّ لَهُم مصادِرٌ يرجِعونَ إليها ويستفيدونَ منها. 

كما لأن أهمية مصادر المعلومات لا يمكن حصرُ أهمية مصادر المعلومات، إذ إنّها الواجهة التي يمكن من خلالها التّميز والإبداع، لدى العديد من البشر، ولكن يمكن إيجازها بما يأتي : تُعدُّ مصادرُ المعلومات وسيلةً للتّفوق على الآخرين، ولو أنّ جميعَ البشر عندهم نفس المستوى من إمكانيات الحصول على المعلومات، لما تحقّق التّفاوتُ البشري في جميع المجالات. تأتي أهميتها في إمكانية الرّجوع إليها في أيّ وقتٍ، لا سيما أنّ طبيعةَ الإنسان هو النسيان. تثري مصادر المعلومات المعرفة، فكلّما زادت المصادر المعلوماتيّة، كلّما زادت المعارف، وتكمن هذه الأهمية عند الباحثين ومراكز الأبحاث وغيرها. تعطي مصادر المعلومات وتنوعها القوة والثّقة بالنّفس، لا سيما أصحابُ التّخصصات ومن يسعوا للتّفوق في عملهم، فنجدهم يحتفظون بالمصادر لكي يرجعوا إليها في الوقت المناسب لدراساتهم وأبحاثهم 

مفهوم مصادر المعلومات 

المعلومات هي بياناتٌ (أرقام، وصور خام، ورموز، وكلمات)، هذه البيانات خضعت لعمليات معالجة إمّا بأساليب يدويّة أو حاسوبيّة، لينتج عنها معلومات لها معنى ومفهومة ومفيدة، والمعلومات قد تكون معارفَ علميّةً، أو تعليماتٍ، أو معانيًا، وتأتي أهمية المعلومات دقّتها ووقت استقبالها، ومن خلالها يستطيع الإنسان التّمييز بين الصّح والخطأ، وزيادة معارفه، واستخدامها في تطبيق شيء ما على الواقع، كالتّجارب العملية المستندة إلى معارف مُتخصّصة في مجال ما، فلولا المعلومات لما كانت الدّراسة ولا الجامعات ولا الأبحاث التي خدمت وتخدم البشرية في جميع مجالات الحياة. 

مصادر المعلومات 

هي وسائل تُنقلُ من خلالها المعلومات للفئات المستفيدة منها، إذ تحتوي على جميع المواد الثقافيّة والمعرفيّة التي من شانها أن تساهمَ مباشرةً في أداء عمل ما، ولها العديدُ من الأشكال هي كالآتي: المصدر التقليدي للمعلومات، كالكتب، والدّوريات(الصحف والمجلات)، والكتيبات والنّشرات. 

وتتنوّع مصادر المعلومات فمنها ما هو ورقي ومنها ما هو إلكتروني، وبالرغم من انتشار مصادر المعلومات الإلكترونية بشكل كبير في وقتنا الحالي ووجودها في متناول اليد وسهولة البحث فيها في الوقت الحاضر إلّا أنه يجب تعريف الأفراد بمصادر المعلومات الورقية التي يمكنهم الرجوع إليها عند الحاجة والتي لا غنى لهم عنها، ويلجأ الباحث إلى العديد من مصادر المعلومات للحصول على المعلومة المطلوبة والتي كانت الكتب والدوريات من مصادرها الأساسية، إلّا أنه في عصرنا الحاضر انتشرت العديد من الوسائل الأخرى السمعية والبصرية لنشر المعلومات، حيث لم يعد أمر المعلومات يقتصر على القراءة فقط، ومن هذه الوسائل السمعية والبصرية الأسطوانات، والشرائح، والشفافيات، والتسجيلات الصوتية، كما ظهر ما يُعرف باسم النشر المصغر (بالإنجليزية: Micro Publishing) والذي يعني إعادة تسجيل الكتب المطبوعة لتصبح 

المصدر السّمعيُّ والبصريُّ، وهو على عدّة أشكال هي: 

الشكل البصريُّ لمصادر المعلومات، وهي المواد المعتمدة على البصر في استقبالها؛ كالمُصغرات الفيلمية، والصور. الشكل السّمعيُّ لمصادر المعلومات، وهي المواد المعتمدة على السّمع في استقبالها؛ كالكتب المسموعة، والتّسجيلات الصّوتيّة بمختلف أنواعها. 

الشكل السّمعي البصري، أي تجمع بين حاستي السّمع والبصر في استقبال المعلومات؛ كأفلام الفيديو، والمحاضرات وغيرها. 

المصدر الإلكترونيّ: وهي الطّريقة التي نحصل بها على المعلومات بصورةٍ غير تقليديةٍ، وغير ملموسة، كالمعلومات الهائلة التي توجد على شبكة الإنترنت، وقواعد البيانات التي أصحبت الأنظمةُ المعلوماتيّةُ في جميع المؤسسات الرّائدة، وكذلك من خلال الوسائل الإلكترونيّة التي تحفظ المعلومات؛ كالأقراص المدمجة، والفلاشات وغيرها. المصادر الوثائقية للمعلومات المصادر الوثائقيّةُ هي المصادر التي تُخزّن وتُوثّق على أيّ وسطٍ لحفظ المعلومات، سواءً كان مخطوطًا أو مطبوعًا أو مصورًا أو على وسط إلكترونيّ، وهي كالآتي : 

المصادر الأولية: وهي المعلومات التي أُخذت من خلال التّجارب والملاحظات وبالطّرق العلمية السّليمة، وبالتالي تعدُّ معلوماتٍ جديدةً ومبتكرةً؛ كالرّسائل الجامعية، والمقالات التي تنشر في المجلات، والبحوث، ونتائج المؤتمرات، والمطبوعات الرّسميّة وغيرها. 
المصادر الثانوية: وهي المعلومات التي تكتب أو تطبع اعتمادًا على المعلومات الأوليّة في مادتها؛ كالكتب الدراسية، والمعاجم اللغوية وغيرها. 
المصادر من الدّرجة الثالثة: في هذه المصادر يُعادُ صياغةُ المعلومات الأولية والثانوية، من أجل وضعها أمام القارئ بصورةٍ أسهل وأبسط كأدلةِ الكتب، وفهارس معاني الكلمات، وما يُسمى بالببليوغرافيات والكشافات. 
تنقسم مصادر المعلومات إلى قسمين رئيسين هما 
  1. مصادر المعلومات الورقية 
  2. ومصادر المعلومات الإلكترونية 
أولاً : مصادر المعلومات الورقية 
ويسميها البعض مصادر المعلومات التقليدية، وأهم ما يميزها هو أن الورق المادة الأساسية فيها، وتقسم إلى الأقسام الآتية
مصادر المعلومات وفقاً لمحتواها أو مضمونها: 
المصادر الأولية: وهي الوثائق التي تحتوي بشكل أساسي على المعلومات الجديدة، أو التفسيرات الجدية للأفكار أو الحقائق وذلك وفقاً لتعريف حشمت قاسم، أما محمد فتحي عبد الهادي فقد عرّفها بأنها أحدث الوثائق التي تُنشر في الموضوع الذي تتحدث عنه سواء كانت تقارير، أو وصفاً لأسلوب جديد في تطبيق فكرة معينة، وما إلى ذلك. 
المصادر الثانوية: وتعتمد بشكل كبير على المصادر الأولية حيث إنها تُجمع منها، ويتم ترتيب المصادر الثانوية عادةً وفق خطة معينة، ومن الأمثلة عليها مراجعات التقديم، والمستخلصات، والكشافات، والكتب المرجعية والقواميس. 
مصادر المعلومات من الدرجة الثالثة: وهي عبارة عن مصادر تساعد الباحث على الوصول إلى المصادر الأولية والثانوية، أي أنها لا تحتوي على معلومات أو معرفة موضوعية، ومن الأمثلة عليها الببليوجرافيا، وأدلة الموضوعات، وأدبيات الموضوعات. 
مصادر المعلومات غير الوثائقية: وتبرز أهمية هذه المصادر بشكل خاص في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتكمن أهميتها في الاتصالات المباشرة والنقاشات التي تدور بين المتخصصين في المجال العلمي نفسه. 

مصادر المعلومات وفقاً لنوعها: 
المصادر الرسمية: وتشتمل على المصادر التي تصدرها المصارف، والمؤسسات الصناعية والهيئات التشريعية. 
المصادر غير الرسمية: وتشتمل على المصادر التي تصدرها المؤسسات غير الحكومية والمنظمات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى الجمعيات والجهات الأهلية بجميع أنواعها. 
مصادر المعلومات وفقاً لإتاحتها: مصادر المعلومات العامة: وهي عبارة عن مصادر تقوم على تقديم المعلومات العامة حول المواضيع المختلفة، ومن الأمثلة عليها دوائر المعارف. 
مصادر المعلومات المتخصصة: وهي المصادر التي تتخصص بموضوع معين لتقوم على معالجته، أو أنها توجه إلى فئة محددة من القراء وتتخصص بهم مثل الرياضيين. 
مصادر المعلومات وفقاً لشكلها المادي: 
المصادر قبل الورقية: وهي المصادر التي كانت تستخدم منذ القدم في تسجيل إنجازات الإنسان، وأعماله، ومعلوماته، ومن الأمثلة عليها جلود الحيوانات، وورق البردى. 

المصادر الورقية: وهي المصادر التي يكون الورق مكوّن أساسي فيها على اختلاف أشكالها، مثل الكتب، والرسائل الجامعية، والتقارير والدوريات. 

المصادر بعد الورقية: وهي المصادر التي يستخدمها الطلاب في دراستهم وبحوثهم، وتشتمل هذه المصادر على الكتب، والدوريات، وتقارير البحوث، وبراءات الاختراع، والرسائل الجامعية، والأوراق الحكومية. 

المصادر المرجعية: الموسوعات: وهي المصادر التي تقدم المعلومات الأساسية عن موضوع محدد، وتتنوع الموسوعات من الضخمة إلى الموسوعات الصغيرة، حيث تختلف فيما بينها في مدى شموليتها للمواضيع، ومدى اكتمال المعلومات التي تقدمها، بالإضافة إلى مستوى المعلومات المُقدّمة. 

الكتب السنوية: وهي الكتب التي تغلب عليها الصبغة الإحصائية، حيث إنها تقدم معلومات وحقائق عن موضوع معين خلال سنة كاملة. 

كتب التراجم: وهي كتب تقدم معلومات عن أشخاص معينين، وتشتمل في وصفها على اسم الشخص، وتاريخ ميلاده وتاريخ وفاته، بالإضافة إلى تحصيله العلمي، والوظائف التي شغلها وما إلى ذلك من معلومات. 

الكشافات: وهي ما تتخصّص عادةً في تحليل محتوى الدوريات، بالإضافة إلى احتوائها في بعض الأحيان على معلومات عن أجزاء من كتب، أو بحوث مؤتمرات، وغالباً ما تكون المعلومات التي تحتوي عليها دقيقة وحديثة، كما أنها تصدر في فترات منتظمة، وهي شاملة، ولعل هذا من أبرز عيوبها وهي أنها تشتمل على الأمور المهمّة وغير المهمّة. 
الاسمبريد إلكترونيرسالة